المحتجون طالبوا بتنفيذ حكم الإعدام في حق الجناة خرج، أمس، العشرات من شباب حي سي أمحمد بوفرة التابع لبلدية فوكة في تيبازة، في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة، وتوسعت لتشمل الطريق الوطني الرابط بين وسط المدينة، وصولا إلى محكمة القليعة، في أعقاب الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشاب ''أمين'' الذي قتله مسلحون، ليلة أول أمس، بحظيرة السيارات بحي ''عدل'' في القليعة. تسببت الجريمة البشعة التي اقترفها عدة أشخاص في حق الشاب أمين، المنحدر من حي سي امحمد بوفرة ''عين لحجر'' بفوكة، في تفجير الشارع المحلي، حيث أصر أبناء حيه وشباب من الأحياء المحيطة به، على الخروج في مسيرة تضامنية مع أسرة الضحية والمطالبة بالقصاص من ''جماعة الأشرار الذين أجهزوا عليه بدم بارد''. رافقت ''الخبر'' المحتجين واستمعت إلى تصريحات بعضهم، حيث أصروا، فور الانتهاء من دفن أمين، على نقل صرختهم إلى السلطات القضائية المختصة إقليميا لتبليغها بمطلبهم المتمثل في ''تسليط أقصى عقوبة في حق مقترفي الجريمة''، فيما أجمع المحتجون على أنهم لن يقبلوا بأقل من ''حكم الإعدام في حق مرتكبي الجريمة''، وأنهم حاصروا مقر المحكمة ''لنسمع صوتنا إلى وكيل الجمهورية ونطالبه بضرب الجناة بيد من حديد''. وروى المحتجون تفاصيل مرعبة حول ظروف الجريمة التي كان حي ''عدل الليمون'' بالقليعة مسرحا لها قبل يومين، حينما كان الشاب أمين يزاول عمله كحارس حظيرة، قبل أن يدخل في ملاسنات مع إطار متقاعد من الجيش، مقيم بالحي، على خلفية رفض هذا الأخير دفع حقوق الحراسة الليلية لمركبته لفائدة أمين الذي أصر على الحصول على مستحقاته، غير أن الإطار، حسب المتحدثين، توجه إلى الدواودة البحرية مسقط رأسه، ورجع رفقة بعض الأشخاص المدججين بالأسلحة البيضاء، فقاموا بتطويق الحظيرة واستفردوا بالضحية في زاوية مظلمة، ليقوم أحدهم بإشهار مسدس في وجهه بينما قام آخرون بطعنه بواسطة سكين على مستوى القلب والظهر، ووجهوا له ضربة على مستوى الرأس. وأضاف محدثونا أن أمين سقط مغشى عليه وطلب منهم الرأفة، فقام أحدهم بالإجهاز عليه بضربه على مستوى البطن، قبل أن تندلع مواجهات بالحجارة بين زملائه في الحراسة وبين المجموعة المهاجمة، انتهت بتدخل الجيران وفرار الجناة. وذكر حسام، البالغ من العمر 21 عاما، شقيق الضحية، ل''الخبر''، أن أمين لجأ إلى حراسة الحظيرة لمساعدة عائلته ماديا، وهو هادئ ويتميز بحسن السيرة وغير مسبوق قضائيا، وأدى مقتله إلى تفجير غضب جميع قاطني الحي، الذين ''لن يهدأ لهم بال حتى يروا تطبيق حكم الإعدام في حق الفاعلين''، كما استغل الغاضبون الفرصة لتوجيه نداء إلى السلطات العليا من أجل وقف الجرائم المتتالية التي تحدث بسبب ظاهرة حمل السلاح الأبيض التي أخذت منحى متصاعدا في مدن الولاية. وكانت ''الخبر'' قد أشارت في عدد أمس أن مصالح الشرطة أوقفت خمسة مشتبه فيهم بتنفيذ الجريمة.