أضرم شاب آخر في تونس النار في نفسه الليلة الماضية بعد أن رفضت الشرطة قيامه بنصب متجر في سوق "المنصف باي" بالعاصمة التونسية، في خطوة أعادت إلى الأذهان حادثة الشاب محمد البوعزيزي التي فجرت الاحتجاجات الشعبية في تونس. وذكرت إذاعة موزاييك أف أم التونسية السبت أن هذا الشاب الذي يدعى محمد سرجان عمد إلى إضرام النار في جسده احتجاجا على منعه من العمل في السوق. وأشارت إلى أن هذا الشاب لفظ أنفاسه في مركز الحروق الخطيرة بمحافظة بن عروس القريبة من العاصمة، متأثرا بالحروق التي أصابته. وبحسب نفس المصدر، فإن تجار سوق المنصف باي تجمعوا في وقفة احتجاجية في أعقاب الإعلان عن وفاة سرجان، وطالبوا السلطات التونسية بتوفير مكان لمزاولة نشاطهم التجاري. وتسود حاليا سوق المنصف بأي حالة من التوتر الشديد، خاصة بعد أن أعلن مسؤول أمني أن سرجان خطط للانتحار حرقا منذ مدة، وأنه تعمد الاعتداء على عدد من عناصر الأمن قبل إضرام النار في جسده. وتأتي الحادثة بعد أيام فقط من وفاة شاب من محافظة توزر (500 كلم جنوب شرق العاصمة) متأثرا بحروق بليغة من الدرجة الثالثة بعد إقدامه على الانتحار حرقا احتجاجا على رفض السلطات المحلية منحه أرضا زراعية. يشار إلى أن ظاهرة الانتحار حرقا انتشرت في تونس بشكل لافت منذ إقدام البوعزيزي على إضرام النار في جسده في السابع عشر من ديسمبر عام 2010، وهي الحادثة التي فجرت الاحتجاجات الاجتماعية في تونس والتي انتهت بسقوط نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011 .