ثمانية قياديين يطمحون لخلافة بلخادم أبلغ قياديا جبهة التحرير الوطني محمد بوخالفة وعبد العزيز زياري، منسق المكتب السياسي عبد الرحمن بلعياط نيتهما الترشح لمنصب الأمين العام الشاغر. أما عمار سعداني، الذي يثير جدلا، فقال إنه لم يعلن ترشحه بعد وأن كل الأسماء التي يجري تداولها ''عبارة عن بالونات اختبار''. قال بلعياط ل''الخبر'' إن المكتب السياسي أحصى عدة مرشحين مفترضين خارج المترشحين شبه الرسميين (زياري وبوخالفة)، أهمهم السعيد بوحجة عضو المكتب السياسي السابق، والبرلماني نور الدين السد، ومحافظ برج بوعريريج نور الدين جعفر، وعضوة اللجنة المركزية يمينة مفتالي، وزميلتاها حليمة ابراهيم ممثلة الجالية الجزائرية في المهجر وباية خلاف. وأوضح بلعياط أن الترشح لقيادة الأفالان ''مفتوح لكل عضو في اللجنة المركزية، وأتمنى أننا عندما نصل إلى عملية الانتخابات نكون قد تخلصنا من الحساسيات التي تظهر من حين لآخر''. ولم يوضح بلعياط ماذا يقصد بالتحديد، لكنه تلميح إلى ردود الفعل المرحبة تارة والرافضة تارة أخرى، لهذا المرشح أو ذاك. فقد تشكلت منذ نهاية الدورة العادية للجنة المركزية يوم 2 فيفري الماضي، ما يشبه أجنحة في الحزب، كل جناح يمارس المناورة لترشيح قيادي. وبخصوص آجال انعقاد الدورة الاستثنائية، قال بلعياط: ''لا ينبغي أن نستعجل الأمر، فالحزب موجود بقسماته ومحافظاته ومكتبه السياسي يشتغل، والأمور تسير عاديا عندنا''. وعبر بلعياط عن رغبة المكتب السياسي في ''إتاحة الفرصة للمترشحين الذين أعلنوا رغبتهم في تولي المنصب، والمترشحين المفترضين، كي يقوموا بحملتهم''. وتجري هذه الحملة عبر الاتصالات الهاتفية وفي الاجتماعات بالبيوت والمطاعم والمقاهي، وتحكمها في الغالب المصلحة الشخصية والانتماء إلى الجهة، وهي أهم المعايير التي تحدد الولاءات في الحزب الواحد سابقا. وذكر بلعياط أنه الجهة الوحيدة التي يخول لها القانون الأساسي الدعوة لعقد دورة طارئة للجنة المركزية ''وسوف لن أتخذ قرارا باستدعائها إلا عندما تظهر مؤشرات تبعث على الاطمئنان بأن الانتخاب سيجري بعيدا عن التوتر''. وفي نفس السياق، ذكر عمار سعداني بخصوص ترشحه المفترض لخلافة عبد العزيز بلخادم، في اتصال به، أنه لم يعلن أبدا طموحه في قيادة الحزب ''وإنما مناضلون عبروا عن رغبتهم في أن أكون أمين عام الحزب''. مشيرا إلى أنه لم يصدر عنه أي إيعاز لأنصاره كي يرشحوه ويقودوا حملة دعائية لفائدته. وعن الأسماء التي يجري تداولها، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق: ''كل هؤلاء الذين يترشحون خارج إطار اللجنة المركزية، يستهدفون التأكد من مدى تحقيق إجماع حولهم. وبعبارة أخرى، ترشحهم بمثابة بالونات اختبار''. ويعني كلام سعداني أن الشخص الذي سيقود الأفالان قد يكون خارج كل الأسماء المطروحة. وبشأن الصيغة التي يراها الأنسب لاختيار أمين عام، بالتزكية أو بالانتخاب، قال سعداني: ''أنا ديمقراطي وأفضل الاحتكام للصندوق، فهو من يفرز الحقيقة.. حقيقة حجم كل شخص وحقيقة رأي كل عضو باللجنة المركزية، وهو من يضمن وحدتها. والانتخاب هو مثال لتولي المسؤولية في بقية هياكل الحزب. وفي النهاية القانون الأساسي هو الفاصل في تحديد طريقة الاختيار''. وقد دعا قياديون في حركة التأصيل والتقويم، سعداني إلى الخروج عن صمته للرد على اتهامه بالفساد والدفاع عن نفسه، إذا أراد أن يكون أمينا عاما. ويقول صاحب الشأن عن ذلك: ''الحكمة تقول إثنان لا تذكرهما: من أساء إليك ومن أحسنت إليه''. وأضاف: ''رسالتي لإخوتي في الحزب هي أن الوضع الحالي للبلاد يحتاج إلى أفالان قوي، وبقاؤه من دون أمين عام لا يخدم البلاد''.