ثمنت الأحزاب السياسية الإجراءات العاجلة التي اتخذتها الحكومة لحل مشاكل سكان الجنوب. لكن هذه الأحزاب التي استقت ''الخبر'' مواقفها من هذه الإجراءات، حذرت الحكومة من التلاعب هذه المرة بسكان الجنوب أو عدم الجدية في التدابير التي التزمت بها لحل مشاكلهم المطروحة. قال عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، قاسة عيسي، إن الإجراءات الاستعجالية التي اتخذتها الحكومة ضرورية لكنه يجب أن تتبع بحلول جذرية للمشاكل المطروحة، خاصة مشكلة البطالة وتشغيل خريجي الجامعات، وإعادة السيطرة على عدد من قطاعات التشغيل التي خرجت من أيدي الجزائريين، مشيرا إلى أن حزب جبهة التحرير كان قد لفت منذ عام 2008 إلى مشكلة الجنوب ودواعي التنمية في المناطق الحدودية، مشددا على ضرورة تفعيل وتطوير صندوق الجنوب وصندوق الهضاب. لكن نائب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، لا ينحى في نفس الاتجاه، بحيث يعتقد أن هذه حلول ترقيعية ولن تحل المشكلة بالأساس، وأن مشكلة الجنوب مرتبطة أساسا بفشل منظومة الحكم في جوانبه السياسية والاقتصادية والثقافية. وأوضح مقري أن السلطة حين تكون في أريحية سياسية تسحق مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب، وحين تنفجر الأوضاع تلجأ إلى الحلول الترقيعية واستعمال الأعيان، ما يوحي بأن النظام يعيش في تخلف سياسي ومازال يتكل على القبيلة ولا علاقة له بتطورات العصر في إدارة شؤون الدولة. وقال المكلف بالإعلام في حزب ''تجمع أمل الجزائر''، نبيل يحياوي، إن ''الحزب يدعم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لصالح الجنوب ونتفاعل معها بشكل إيجابي، لكنه يتعين على السلطة الإسراع في تنفيذ الإجراءات المتخذة، منعا لأي تحول في الأحداث أو أي استغلال سياسي لها''، مشيرا: ''نحن مع المطالب المشروعة المتصلة بالتنمية، وعلى السلطة أخذ هذه المطالب بجدية لأننا لسنا في مرحلة ليّ الذراع''، معلنا أن حزبه ''أنشأ لجنة متابعة لمناقشة أية تطورات لاحقة''. وقال القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، إنه لا يتمنى أن تكون معالجة السلطة لمطالب سكان منطقة الجنوب هذه المرة كالمعالجات والوعود غير الحقيقية التي قدمتها السلطة في 2011 للشباب، وأكد بن خلاف: ''أنا الآن متواجد في برج باجي مختار، الناس هنا تعيش في وضعية مزرية ولم تعد تثق في وعود الحكومة، ما نتمناه هذه المرة أن تكون الحكومة في مستوى الأخذ بمحل الجد بمطالب سكان الجنوب''. وعلق المتحدث باسم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عثمان معزوز، على مساعي الحكومة لاستباق انفجار الوضع في الجنوب بأنها خطوات فاشلة وذر رماد في العيون، ودليل على أن السلطة في حالة انسداد وعجز عن فهم مشاكل الجنوب، مشيرا إلى أنه لا يمكن حلحلة المشاكل بوزراء أثبتوا فشلهم في كل القطاعات، واعتبر أن التغييرات الأخيرة للولاة في منطقة الجنوب تعطي إشارة بأن السلطة بصدد تقسيم البلاد إلى جنوب وباقي الجزائر.