من المعروف أن البصل حليف الإنسان منذ العصور القديمة، لخصائصه الطبية المتعددة. ويُزرع البصل في آسيا الوسطى من زمن طويل، وهو الآن من أهم الأركان في الطبخ الجزائري، وحتى في بلدان البحر الأبيض المتوسط. ويستهلك البصل نيئا أو مطبوخا، وكذلك يمكن إدراجه إما ضمن الخضار أو البهارات، وقد نال شهرة عالمية لاستخدامه على نطاق واسع في الغذاء، وفي العديد من الوصفات الغدائية في جميع مناطق العالم. وعلى الرغم من أننا نستهلك البصل عادة بكميات صغيرة إلا أنه يوفر لنا فوائد غذائية كثيرة، فهو غني بفيتامين ''ج''، خاصة في حال تناوله نيئا، ويحتوي على معادن كثيرة منها الفوسفور والكالسيوم ومستويات عالية من البوتاسيوم، إلى جانب مضادات للأكسدة. أما من ناحية السعرات الحرارية فهو منخفض جدا، فلكل 100 غرام من وزن البصل يوفر حوالي34 سعرة حرارية، إلا في حال تناوله مقليا، وحوالي 7 غرام من الكربوهيدرات ''السكريات''، أما البروتينات والدهون فموجودة بكميات صغيرة جدا، فيما يشكّل الماء حوالي 90 بالمائة من وزن البصل. وتختلف هده الكمية على حساب نوعية البصل، لهذا يمكن أن ينصح لمن يتبع نظاما غذائيا لإنقاص الوزن أو لمرضى السكري، وحتى لمن يشتكي من ارتفاع الكولسترول السيئ في الدم لغناه بالألياف الغذائية. وتزداد المنفعة في حال تناوله نيئا، أي غير مطبوخ. أما البوتاسيوم الموجود في البصل فيجعله ضمن الوصفة الغذائية للضغط الدموي المرتفع. وأبرزت العديد من الدراسات الحديثة مختلف الأنشطة المفيدة للبصل، كحمايته لنظام القلب والأوعية الدموية، وهو يحدّ من خطر جلطات الدم وانسداد الأوعية الدموية، ويقوّي المناعة ويكافح العدوى، كونه من المضادات الحيوية الطبيعية القوية، ويقلل من خطر بعض أمراض السرطان. أما عن طريقة تخزينه لفترة طويلة فينصح بحفظه في مكان جاف بعيدا عن الضوء، أما إذا وضع في الثلاجة فينصح ألا يتعدّى ذلك أسبوعا.