انتقدت أحزاب سياسية إسلامية ووطنية، أمس، الموقف الرسمي الجزائري إزاء الوضع في سوريا عن الإجماع العربي، واعتبروا أن الموقف الرسمي لا يعبر عن حقيقة موقف الشعب الجزائري من الوضع في سوريا. وقال الأمين العام لحركة النهضة في الندوة التضامنية مع الشعب السوري والتي نظمتها الحركة أمس بالجزائر العاصمة ''من غير المقبول أن تخرج الجزائر عن الإجماع العربي وتتحفظ على تمكن المعارضة من مقعد سوريا في الجامعة العربية، في موقف متطابق مع مالكي العراق صنيعة الاحتلال ومطارد السنة في العراق''، على حد قوله. وطالب ربيعي الدولة الجزائرية بطرد السفير السوري من الجزائر وتمكين أصحاب الشرعية من التمثيل، وتقديم الدعم الإنساني للاجئين ولكافة الشعب السوري بعيدا عن الهلال الأحمر السوري لأنه طريق النظام. من جانبه انتقد أبو جرة سلطاني تفسير الموقف الجزائري المتحفظ على منح مقعد سوريا في الجامعة العربية لأسباب ''قانونية''، متسائلا إن كان هناك قانون في الجامعة العربية، وهل الدول في الأممالمتحدة وفي مجلس الأمن تتخذ مواقفها على أساس قانوني، مشددا على أن الدول تبني مواقفها على أسس سياسية. وقال سلطاني إن حركة مجتمع السلم ساندت الثورة السورية منذ اندلاعها في درعا، وقال ''نعم نحن مع الربيع العربي، رغم أن البعض يعتبرها تهمة''، وخاطب المعارضة السورية قائلا ''ليس لدي شك في أن نظام الأسد سيسقط، ولكن ماذا بعد سقوط الأسد؟ لا بد أن تفكروا ماذا ستفعلون غدا''. أما الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب الفجر الجديد، فقال ''أشعر أننا لسنا في مستوى مبادئ ثورة التحرير الجزائرية، كان من المفروض أن تكون الجزائر من الدول الأولى المساندة للثورة السورية''، وأضاف ''الموقف الرسمي للجزائر لا يعبر عن طبيعة الشعب الجزائري''، مشددا على أن ''نظامنا يشبه الأنظمة العربية التي سقطت''. واعتبر بن بعيبش، الأمين العام الأسبق للتجمع الوطني الديمقراطي، أن مشكلة سوريا ليست روسيا ولا أمريكا ولكنها إيران، موضحا أن سوريا هي الدولة التي تتنفس منها إيران خارج حدودها وعبرها تتنفس من لبنان، وإذا سقطت سوريا فستنكمش إيران داخل حدودها، لذلك فإيران مستعدة لدخول حرب عالمية من أجل بقاء نظام الأسد. أما جمال بن عبد السلام، رئيس جبهة الجزائرالجديدة، فأشار إلى أن نظام الأسد ''إذا تأكد بأنه سيسقط فسيفجر المنطقة بأكملها''، وقال ''إما حل سياسي أو حرب شاملة من القاهرة إلى كراتشي''، معتبرا أن الصراع في سوريا بين محورين رئيسيين: الأول بقيادة إيران ومن معها في المحور الشيعي والثاني بقيادة قطر والسعودية، محذرا من أن يتم تقسيم سوريا مجددا. غير أن يحيى عقاب، ممثل الائتلاف السوري ورئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، أكد على أن الشعب السوري لم يفجر ثورة ليقسم بلده أو ليرتمي في أحضان أمريكا وإسرائيل، مشددا على أن ''فلسطين في قلبنا ووعينا وحليبنا الذي رضعناه منذ الطفولة''. وبشأن شرعية رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو، فأوضح يحيى عقاب أنهم اختلفوا بشأن طريقة انتخابه، أما بشأن تحفظات الجيش السوري الحر، فأكد عقاب أن البنيان العسكري للثورة لا يحق له التدخل في الشأن السياسي.