يصر أزيد من 100 ألف عون شبه طبي على مواصلة إضرابهم الوطني المفتوح، الذي يدخل يومه السادس على التوالي، في الوقت الذي تفاقمت أزمة مرضى السرطان، حيث تأجلت مواعيد إجرائهم للعلاج الكيمائي بالأشعة إلى جوان 2014 وقد لا يدركها المصابون ويموتون، وتدحرج موعد العمليات الجراحية إلى أشهر إضافية أخرى. ويشل أعوان شبه الطبي كل المستشفيات والمراكز الصحية المختصة، حيث بلغت نسبة الاستجابة، أمس، حدود 90 بالمائة للمطالبة بتطبيق محتوى القانون الأساسي لشبه الطبي. وتعيش أغلب المصالح عبر كل مستشفيات الوطن، تعليقا لكافة الخدمات الصحية وإلغاء أغلب العمليات الجراحية. ويعيش مرضى السرطان، خصوصا، وضعا محرجا، بالنظر إلى أن أي تأخير في إجراء العلاج بالأشعة يتسبب في تأخير المواعيد، حيث أفادت مصادر طبية بأن المواعيد بلغت الآن إلى ما بعد جوان 2014، وهي تواريخ لا يمكن أن يتقبلها أي مصاب بالداء، لأنه مهدد بالموت في أي لحظة قبل بلوغ موعده. وأوضح رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبي، غاشي لوناس، في تصريح ل''الخبر''، بأن الإضراب المفتوح مستمر في الوقت الذي تقابلنا الوصاية بصمت غير مفهوم أبدا، وجاء بعد انقضاء المهلة الممنوحة للوزارة ورفضها فتح باب الحوار والتجاوب مع مطالبهم التي رفعوها بعد إضراب شنّوه في مناسبتين. وبالرغم من إشعارهم الوزارة بدخولهم في إضراب مفتوح، إلا أن الوزير عبدالعزيز زياري لم يحرك ساكنا تجاه مطالبهم. وأضاف غاشي أن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت 90 بالمائة، عبر كل مستشفيات الوطن، وهو ما يدل على الحالة الكارثية التي يتخبط فيها حوالي 100 ألف عون شبه طبي. وتابع ''لن نستأنف العمل إلى غاية التزام وزارة الصحة بتلبية مطالبهم الأساسية المنصوص عليها في القانون، وفي مقدمتها إدماج الممرضين المؤهلين في رتبة ممرض شهادة دولة صنف 10 وتفعيل التكوين حتى لا ترتبط الترقية بالأقدمية''. وبخصوص وضع المرضى المصابين بالسرطان، قال المتحدث ''نحن اليوم كعاملين في شبه الطبي لا نتعامل إلا مع الحالات الاستعجالية والخطيرة، من مبدأ ضمان الحد الأدنى من الخدمة منذ دخولنا في الإضراب الوطني المفتوح''. ودقت جمعيات مرضى السرطان ناقوس الخطر، بالنظر إلى ''تراجع وتيرة العلاج بالأشعة''، وطالبت بالتدخل العاجل للوزير الأول من أجل إنقاذ المرضى الذين لا يتمكنون أصلا من بلوغ المواعيد المحددة لهم، فما بالك بالإضراب الوطني الذي يشلّ كل المراكز الصحية ومركز بيار وماري كوري في العاصمة. ومن المنتظر أن تصل المواعيد، في حال استمرار إضراب شبه الطبيين أسبوعا آخر، إلى أوت .2014 وحذر تقرير أعدته مصلحة الأورام السرطانية بمركز بيار وماري كوري من أزمة صحية حقيقية، حيث تم ''تسجيل 44 ألف إصابة جديدة بالسرطان في الجزائر، منها 28 ألف إصابة تتطلب العلاج بالأشعة أي ما يعادل 60 بالمائة''.