اقتصرت الاحتفالات الرسمية بالذكرى ال68 لمجازر 8 ماي 45 التي احتضنتها، أمس، ولاية مستغانم، على حضور وزير المجاهدين وأعضاء الأسرة الثورية، دون إرسال رئيس الجمهورية، مثلما جرت العادة، رسالة إلى المشاركين، بهذه المناسبة، عن هذه المحطة الهامة في كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، وذلك لتواجد الرئيس في رحلة علاجية بفرنسا تقتضي ''الراحة المطلوبة''، حسب أطبائه. هل دخل رئيس الجمهورية في فترة ''الراحة المطلوبة ''التي أوصى بها له الأطباء؟ يبدو من خلال اقتصار الاحتفالات الرسمية بالذكرى 68 لمجازر 8 ماي 45 بمستغانم، على وزير المجاهدين، ودون قراءة أي رسالة للرئيس بهذه المناسبة، مثلما دأب على ذلك في مثل هذه المناسبات، وكان آخرها رسالته بمناسبة عيد العمال في الفاتح ماي الجاري، أن عبد العزيز بوتفليقة بصدد تطبيق تعليمات أطبائه، مثلما جاء في البيان الأخير لرئاسة الجمهورية، وهو ما يعني فترة صمت أخرى جديدة تضاف إلى الصمت الذي اعتمده الرئيس في الأشهر التي سبقت وعكته الصحية وكانت وراء نقله للعلاج في الخارج. وخلال إشرافه على هذه الاحتفالات صرح وزير المجاهدين، السيد محمد شريف عباس، أمس، بمستغانم أن شهر ماي يعتبر موسم شهداء المقاومة ورفض العدوان. وقال الوزير في كلمة ألقاها ببلدية ''نقمارية'' شرقي الولاية، حيث جرى الاحتفال الرسمي بالذكرى 68 لمجازر 8 ماي 1945 ''إن هذا الوقوف حق يوجبه الوفاء إزاء كل الأرواح البريئة التي رحلت ولم تكتحل عيونها بنور الحرية''. وذكر شريف عباس بتضحيات شهداء هذه المجازر ومحرقة الظهرة ومختلف المقاومات الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي. وأوضح الوزير أن تخصيص الذكرى 68 لمجازر 8 ماي 1945 لتذكر شهداء محرقة الظهرة يأتي ليس فقط لأن هذه الجريمة غير موثقة ومقترفيها غير معروفين، ولكن يأتي ذلك في إطار الربط والترابط بين جميع حلقات التاريخ الوطني، مشيرا إلى ضرورة حضور مثل هذه الأحداث في الضمير الجماعي ''وفي وعي أجيال الحاضر والمستقبل''. كما شدد على ضرورة العناية بالتاريخ الوطني وحسن نقله إلى الأجيال الجديدة، داعيا إلى مراجعة الجوانب المتعلقة بالإطار المنهجي لبحوث الاستقراءات التاريخية و''إعطاء كل مرحلة ما تستحقه من التنقيب والبحث''، و''إخراج كل الحقائق والأحداث من النسيان ونشرها بأقلام نزيهة وبعيدة عن النوازع والأهواء والفتاوى التاريخية المضللة''. للإشارة، أشرف وزير المجاهدين، بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، الطيب الهواري، والقائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، نور الدين بن براهم، إلى جانب السلطات الولائية وأفراد الأسرة الثورية وجمع من مواطني بلدية نقمارية، على تدشين جدارية حول محرقة مغارة الظهرة، من إنجاز الفنان النحات علي بوخالفة. كما زار محمد شريف عباس بالمناسبة المغارة التي لجأ إليها الجزائريون هربا من بطش الاستعمار الفرنسي، وكذا متحفا أقيم بجوار المغارة يعرض بقايا عظام شهداء هذه المجزرة.