صرح وزير المجاهدين محمد شريف عباس اليوم الأربعاء بمستغانم أن شهر ماي يعتبر موسم شهداء المقاومة و رفض العدوان. وفي كلمة ألقاها ببلدية "نقمارية" شرق الولاية حيث يتم الاحياء الرسمي للذكرى ال 68 لمجازر 8 ماي 1945 قال الوزير "ان هذا الوقوف حق يوجبه الوفاء إزاء كل الأرواح البريئة التي رحلت و لم تكتحل عيونها بنور الحرية". وذكر عباس بتضحيات شهداء هذه المجازر و محرقة الظهرة و مختلف المقاومات الشعبية ضد الإستعمار الفرنسي. و أوضح الوزير أن تخصيص الذكرى 68 لمجازر 8 ماي 1945 لتذكر شهداء محرقة الظهرة يأتي ليس فقط لأن هذه الجريمة غير موثقة و مقترفيها غير معروفين و لكن يأتي ذلك في اطار الربط و الترابط بين جميع حلقات التاريخ الوطني مشيرا الى ضرورة حضور مثل هذه الأحداث في الضميرالجماعي "و في وعي أجيال الحاضر و المستقبل". كما شدد على ضرورة العناية بالتاريخ الوطني و حسن نقله إلى الأجيال الجديدة داعيا إلى مراجعة الجوانب المتعلقة بالإطار المنهجي للبحوث الإستقراءات التاريخية و" إعطاء كل مرحلة ما تستحقه من التنقيب و البحث" و" إخراج كل الحقائق و الأحداث من النسيان و نشرها بأقلام نزيهة و بعيدة عن النوازع و الأهواء و الفتاوي التاريخية المضللة". وقد أشرف وزير المجاهدين بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري و القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم إلى جانب السلطات الولائية و أفراد الأسرة الثورية و جمع من مواطني بلدية نقمارية على تدشين جدارية حول محرقة مغارة الظهرة من إنجاز الفنان النحات علي بوخالفة. كما زار محمد شريف عباس بالمناسبة المغارة التي لجأ اليها الجزائريون هربا من بطش الاستعمار الفرنسي وكذا متحفا أقيم بجوار المغارة يعرض بقايا عظام شهداء هذه المجزرة و أواني فخارية و تحف لها صلة بتلك الفترة و كتبا حول تاريخ الجزائر. كما زار الوزير معرضا للوحتين تشكيليتين حول هذه المجزرة و آخر للصور حول مجازر 8 ماي 1945. و للتذكير فإن "مجزرة محرقة الظهرة" التي شهدتها بلدية نقمارية بولاية مستغانم يومي 19 و 20 جوان 1845 قام بها السفاح الفرنسي "بيليسي" الذي أباد قبيلة "أولاد رياح" خنقا بالدخان داخل مغارة "الفراشيح" باضرام نيران حولها. و قد خلفت هذه الجريمة الشنعاء حوالي 1000 شهيد.