يزور رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الجزائر، بداية من اليوم، ضمن جولة مغاربية، ويفترض أن يلقي أردوغان خطابا أمام نواب البرلمان يتضمن محاور عن علاقات بلاده بالجزائر لكنه دون شك سيثير ملف جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر من باب الجدل القائم بين أنقرة وباريس حول ما يعرف ب”المجازر التركية ضد الأرمن”. تمسك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأجندة جولته المغاربية برغم استمرار حركات احتجاجية ضد سياساته في تركيا. وأعلنت مصادر من ديوانه أن أردوغان سيتوجه إلى الجزائر اليوم وبعدها تونس فيما قضى ليلة أمس في المغرب، وقالت المصادر إن رئيس الوزراء التركي “سيمضي ليلة في كل بلد”، قبل أن يعود إلى تركيا الخميس المقبل، ويجهل إن كان رجب طيب أردوغان سيلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي رشحت دوائر فرنسية دخوله الجزائر اليوم أيضا. وأعلن مكتب أردوغان في بيان أن رئيس الوزراء سيجري محادثات مع مسؤولين من هذه الدول الثلاث حول “العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية” مع تركيا بالإضافة إلى “التطورات الإقليمية والدولية”. وسيشارك أردوغان صبيحة اليوم في تدشين مصنع تركي لصناعة الحديد في وهران قبل أن يحل بالعاصمة لإلقاء خطاب أمام نواب البرلمان. والأكيد أن رجب طيب أردوغان سيثير ملف جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر ضمن الخطاب، في سياق الجدل القائم بين بلاده وفرنسا حول “مجازر الأرمن”. ويشن الأتراك حملات ضد مسؤولين فرنسيين منذ إقرار البرلمان الفرنسي قانونا يفرض عقوبة السجن لمن ينكر وقوع “الإبادة” التي يقول الأرمن إن الأتراك اقترفوها بين عامي 1915 و1916، ما أسفر عن مقتل أكثر من مليون ونصف المليون شخص. وزيارة أردوغان للجزائر تمت بترتيب من وزير الخارجية داود أوغلو الذي حل بالعاصمة شهر نوفمبر الماضي في توقيت شهدت فيه علاقات البلدين “تدهورا” واضحا بسبب ملف الثورات العربية، وإلى اليوم يعيب سياسيون جزائريون مرتبطون بالموقف الرسمي على أنقرة دعمها لخيارات “التدخل” في بعض بلدان الربيع العربي، وبلغ الخلاف أوجه خلال الثورة الليبية في وقت أبدت فيه الجزائر تحفظات كبيرة على تدخل قوات حلف شمال الأطلسي.