من المهلكات العظيمة: حُبّ الدّنيا وإرادتها، وشدّة الحرص عليها والرّغبة فيها، وحبّ الجاه والمال، وكثرة الحرص عليهما، والشّحُّ والبخل، فجميع هذه المذكورات من الصّفات المهلكات، والأخلاق المذمومات، ومَن أحبَّ الدّنيا وأرادها، واشتدّ حرصه عليها، وعظُمَت رغبته فيها فقد تعرَّض بذلك لخطر عظيم، ووعيد من اللّه شديد، قال اللّه تعالى: {مَن كان يُريد الحياةَ الدُّنيا وزِينتَها نٌوَفِّ إليهم أعمالَهُم فيها وهُم لا يُبْخَسون* أولئِك الّذين ليس لهم في الآخرة إلاّ النّارُ وحَبِطَ ما صنعوا فيها وباطِلٌ ما كانوا يعمَلون} هود:15-16، وقال تعالى: {مَن كان يُريد العاجِلَةَ عَجَّلنا له فيها ما نَشاءُ لمَن نُريدُ ثمّ جعلنا له جهنّمَ يصلاها مَذمومًا مَدْحورًا} الإسراء:18. وقال تعالى مُزهِّدًا لعباده في الدّنيا ومذكِّرًا لهم بذهابها وفنائها: {واضْرِبْ لهم مَثَل الحياة الدّنيا كماءٍ أنزلناهُ من السّماء فاخِتَلَط به نباتُ الأرضِ فأصبَح هَشيمًا تَذْرُوهُ الرّياح وكان اللّه على كلّ شيء مقتَدِرًا} الكهف:45، وقال تعالى: {إنّما الحياةُ الدُّنيا لَعِبٌ ولَهْوٌ وزينةٌ وتَفاخُرٌ بينَكُم وتكاثُرٌ في الأموال والأولاد..} إلى قوله {وما الحياةُ الدّنيا إلاّ مَتَاعُ الغُرُور} الحديد:20، وقال تعالى: {فأمّا مَن طَغَى وآثَرَ الحياةَ الدّنيا* فإنّ الجحيم هيَ المَأْوَى} الآيات من سورة النازعات. وقال نبيّ اللّه عليه الصّلاة والسّلام: “حبّ الدّنيا رأس كلّ خطيئة” رواه البيهقي، وقال عليه الصّلاة والسّلام: “لو كانت الدّنيا تَزن عند اللّه جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء”، أخرجه الترمذي والحاكم من حديث سهل بن سعد رضي اللّه عنه.