كلمة "حاشا" تحدث فتنة بين نواب وصحفية من الإذاعة ولد خليفة وقف من مقعده لإسكات برلماني طالب زيَّاري بالتنحي اشتبك أول أمس، نواب في المجلس الشعبي الوطني بالأيدي وتبادلوا الكلام البذيء، في ختام جلسة كانت مخصصة لطرح الأسئلة الشفوية، سُجل فيها تشنج كبير وشد في الأعصاب. فجَّر اتهام نائب التجمع الجزائري الطاهر ميسوم لزملائه في جبهة التحرير الوطني خلال جلسة الأسئلة الشفوية بأنهم “نتاج التزوير”، بينما يحوز هو على الشرعية، ومطالبته لوزير الصحة عبد العزيز زياري بالتنحي من منصبه لعجزه عن تسيير القطاع، أثار موجة غضب في القاعة، وتقدم منه نواب للومه، فيما صرخ آخرون في وجهه على ما صدر منه، وحدث تدافع بعد رفع الجلسة، ولم يتردد نائب أفالاني في لطم زميله ميسوم، ولكن نوابَّا آخرين تدخلوا لفصل الطرفين. واضطر رئيس المجلس قبل اختتام الجلسة للوقوف من مقعده في القاعة لإلزام البرلماني صاحب السؤال للعودة إلى الموضوع، متوجها إليه بالقول “أنت تشوش ولا تعبر عن موقف”، ثم منعه لاحقا من حق التعقيب على رد الوزير. وأظهر البرلماني في القاعة صورا تظهر مواطنين يجري تزويدهم بالمصل من قارورات بلاستيكية فارغة. وقال النائب الأفالاني عن ولاية سطيف محمد مسعود عكوباش، أن كلام زميله استفزه بقوة ما اضطره للرد بتلك الطريقة. وظهر على نوابٍّ في جبهة التحرير شحنٌ عصبي كبير خلال الجلسة، وتولوا عملية تشويش واحتجاجات في القاعة دفاعا عن الوزراء، عند بدء نواب جبهة العدالة والتنمية أسئلة حول حالات فساد في قطاع الطاقة والمناجم، واحتجاج البرلماني حسن عريبي على مكتب المجلس لرفض سؤالين عن قمع عائلات مفقودين وعلي بلحاج نائب جبهة الإنقاذ المحظورة، وسحب جوازات سفر القياديين السابقين في الحزب عبد القادر بوخمخم، كمال قمازي وأحمد بن محمد منذ ثلاث سنوات. وعبر برلمانيو التحالف عن رفضهم الإشارة إلى اسم مسؤول الفيس السابق، وعبروا عن ذلك بالصراخ ومقاطعة المتدخل، وكاد التلاسن الكلامي أن يتطور لاشتباك كلامي بين عريبي ونائب أفالاني من باتنة جلس أمامه، بحجة أن نائب جبهة العدالة تلفظ بكلام مسيء أمام برلمانية جالسة بجواره. وعاش زميله لخضر بن خلاف وضعا مماثلا عند طرحه سؤالا بخصوص قضايا الفساد في سوناطراك، حيث ارتفعت الأيادي والصراع من الصف الأول، حيث يجلس نواب الرئيس ورؤساء اللجان، وهنا طلب بن خلاف من رئيس المجلس العربي ولد خليفة، التدخل لإسكات من أسماهم موظفو وزارة الطاقة، أي النواب الأفالانيين وتمكينه من طرح السؤال. وبدا التوتر شديدا على وزيري الطاقة والمناجم، والصحة اللذين فضلا الخروج من أبواب جانبية وتجنبا الرد على أسئلة الصحفيين. من جهة أخرى، تسبب وزير النقل عمار تو يوم الخميس الماضي، في فتنة بين نواب المجلس الشعبي الوطني وصحفية من الإذاعة الوطنية خلال تفقده لمشاريع القطاع في ولاية غليزان، فقد انقلبت محاولة عمار تو تلطيف الجو مع صحفية من الإذاعة طرحت عليه سؤالا بأنها تصلح نائبة في البرلمان. ولم تكن الصحفية تعرف أن ردها العفوي سيقلب عليه الدنيا، حيث ردَّت على الوزير بقولها “حاشا”، وهو ما يؤكد الصورة المرسومة في أذهان الجزائريين حول نواب البرلمان ووظيفتهم وسمعتهم. ولما سمعها البرلمانيون، ثارت ثائرتهم معتبرين قولها “حاشا” إنقاصا من قيمة ممثلي الشعب كما قالوا، وذكرت مصادر مؤكدة أن النواب الذين رافقوا عمار تو في تلك الزيارة اتصلوا في الحين من غليزان عبر الهاتف بالمديرية العامة للإذاعة الوطنية يشكون “الإهانة التي تعرضوا لها”، كما اشترطوا انسحاب الصحفية من زيارة الوزير، مهددين بمقاطعته في حال مواصلتها تغطية الحدث، وهو ما حدث حيث اختفت الصحفية ولم يظهر لها أثر إلى غاية نهاية الزيارة.