تناول رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبي في محاضرة، أمس الأول، بجمعية الجاحظية بالعاصمة، موضوع أدب الخيال، كما تحدث ميهوبي عن تهميش الأدب العربي لهذا النوع المهم من الإبداع الفكري، سيما فيما يخص صناعة السينما. قال ميهوبي خلال ندوة فكرية ناقشت موضوع “كيف يكتب المستقبل”، إن الرواية اليوم تحولت إلى رواية سينمائية، وقد ساعدت كثيرا في تطور أدب الخيال العلمي، بينما لا تزال السينما العربية تتجه نحو الفنتازيا التاريخية، رغم أن التاريخ هو المستقبل وليس الماضي، وأوضح: “الرواية العربية تعتمد على التراث والواقع ولم تصل إلى الصناعة، على عكس المجتمع الغربي الذي هويته المواطنة والمستقبل”. وقال مهيوبي في السياق ذاته، إن أدب الخيال الذي عمره ثلاثة قرون، وهو أدب متخيل لديه القدرة على اختراق الواقع، وبدا من الأدب الإنجليزي، أين كتبت ماري شيلي “1797 – 1851” التي أبدعت شخصية فرانكنشتاين أول راوية في الأدب العلمي الإستباقي للزمن. وحسب ميهوبي، فإن الأدب التراثي هو الغالب في العالم العربي والجزائر، فالأدب الخيالي نادر عربيا، ولا نجده إلا في بعض الأعمال العربية مثل أعمال الأديب نهاد شريف ورواية قاهر الزمان التي اعتمدت على تقنية تجميد الزمن، والتي لم يتمكن شريف من كتابتها إلا بعد اطلاعه على أزيد من 300 كتاب في مختلف المجالات العلمية والدينية والفلسفية وأيضا المفكر المصري الراحل مصطفى محمود الذي كتب حوار مع صديقي الملحد والعنكبوت ورجل تحت الصفر التي تم تحويلها إلى عمل سينمائي، بينما لا توجد حسب ميهوبي أعمال روائية جزائرية كاملة في أدب الخيال العلمي، يمكن ترجمتها إلى أعمال سينمائية. كما تحدث ميهوبي عن تجربته مع كتابة أدب الخيال، في رواية “اعترافات أسكرام” الصادرة سنة 2009 عن منشورات البيت.