كيف تنظرون لحملة الاعتقالات التي طالت قيادات تنظيم الإخوان، هل تعتقدون بوجود نزعة انتقامية؟ لا بد أن يدرك الرأي العام الدولي أنه تم العصف بالمسار الديمقراطي في مصر لحظة قراءة بيان القوات المسلحة، وأنا شخصيا كنت متواجدا في استديوهات قناة “الجزيرة” خلال إذاعة البيان، وبمجرد الانتهاء منه حتى داهمتنا عناصر من جهاز الأمن وتم اعتقالنا دون توجيه تهم محددة. وقد شعر كل من كان موجودا في الاستوديو أن أجهزة الداخلية والأمن التي انتفض الشعب المصري من أجل القضاء عليها عادت لتسلط الممارسات غير القانونية. والحال أننا أصبنا بالذهول لسرعة عودة نظام مبارك في ممارسته، وهو الأمر الذي يجعلنا نقول إن مصر عادت ستين سنة للوراء ليس لعهد مبارك فحسب وإنما للفترة التي كان فيها الجيش يسيطر على الحياة السياسية. وما يحدث اليوم دليل لكل من يستمر في التشكيك أن الجيش أحكم قبضته ويعمل على العودة إلى العهد القديم، إذ من المدهش أن يتم اعتقال الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشورى دون توجيه أي تهمة له، هذا ما يدفعنا للسؤال عن نوعية النظام الذي آلت إليه مصر، هل نحتكم إلى قانون الطوارئ أم لا قانون يحكمنا. عمليا ماذا يعتزم حزب الحرية والعدالة القيام به في الأيام القادمة؟ نحن مستمرون في الاعتصام والمطالبة بالعودة إلى الشرعية الدستورية التي أقرها الشعب المصري، وسنواصل الاعتصام في الميادين في كل المحافظات، مع التأكيد على أننا لن نلجأ إلى العنف، بل سنصر على المظاهرات السلمية. والمثير أن الكثيرين من الذين طالبوا برحيل مرسي عادوا ليطالبوا باحترام الشرعية، بعدما شاهدوا عودة ممارسات الجيش، لذلك نعتقد أن حملة الاعتقالات وتكميم القنوات واعتقال الصحافيين أثبتت أن العسكر خطر يهدد البلاد والديمقراطية المنشودة. تدعون إلى السلمية ومع ذلك ألا تخشون من انتهاج بعض مناصريكم العنف؟ صحيح ونحن قلقون جدا من هذا الموضوع، لذلك نكرر في كل الخطابات وبكل الوسائل المتاحة بين أيدينا رفض كل أي أنواع العنف ونناشد من يناصر قضيتنا التظاهر السلمي حتى وإن كانت هناك استفزازات. ألا تعتقدون أن محمد مرسي ومعه الحزب والتنظيم الإخواني ارتكبوا أخطاء أوصلت الوضع إلى ما هو عليه؟ هناك أخطاء ارتكبت ما من جدال في ذلك، وإن كنت شخصيا على يقين أن الرئيس محمد مرسي ومن معه من طاقم حكومي بذلوا كل ما في وسعهم من جهود لتحسين وضع المواطن المصري وضمان تسيير حسن لشؤون البلاد، ولم يكن ذلك ممكنا في ظل الظروف المحيطة والتي تتلخص في عقود طويلة من الفساد المتفشي في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة، هذا إلى جانب الدور السلبي الذي لعبته المعارضة التي لم تفوت فرصة لعرقلة برنامج الرئيس مرسي. وما هو تصوركم لمستقبل الإخوان السياسي؟ سيكون حتما مرتبطا بمستقبل مصر بشكل عام، سيكون بخير إن كانت مصر بخير وتخلصت من قبضة الجيش، وفي حال استحكم الحكم للجيش وتغاضوا عن الشرعية فسيكون انتحارا سياسيا لكل الأحزاب وليس للإخوان فقط.