الشيخ سعيد قدورة أو سعيد بن إبراهيم قدورة الجزائري، محدِّث ومفتي المالكية وأديب، لقِّب بشيخ الإسلام. وأصل والديه من مدينة قدورة قرب جزيرة جربة التونسية، وقد هاجرَا إلى الجزائر وسكنا بها حيث رُزقَا سنة 979 ه. تلقى الشيخ سعيد علومه الأولى على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم المطماطي. وبعد وفاة والديه سنة 1001ه، توجّه إلى زاوية الشيخ أبي عليّ بن أبهلول المجاجي قرب تنس، حيث مكث ثلاث سنين من 1005ه حتّى 1008ه، عاد بعدها إلى الجزائر ليزاول دراسته عند شيخه المطماطي الّذي كان قد عاد من الحجاز ليدرّس بالجامع الكبير. سافر في طلب العلم سنة 1012ه إلى تلمسان فتتلمذ على يد الشيخ سعيد المقري، ثمّ إلى صحراء فجيج وتافيلالت وسجلماسة وواحة بني عباس، حيث قابل شيخه أحمد بن عبد الله السجلماسي العباسي ثمّ منها إلى فاس، دامت رحلته أكثر من سبع سنوات قبل العودة إلى الجزائر. وللعلامة الشيخ سعيد قدورة عدة مؤلّفات، منها: حاشية على شرح اللقاني لخطبة خليل، نوازل تلمسانية، رقم الأيادي على تصنيف المرادي في النحو، وشرح على السلم المرونق في المنطق. عيّنه شيخه المطماطي خليفة له للتّدريس بالجامع الكبير ووكيلاً لأوقافه، ثمّ عيّن مفتيًا للمالكية ابتداء من سنة 1028ه، وبقي على ذلك حتّى وفاته سنة 1066ه/1656م.