حذرت نقابات التربية أمس من انفجار الدخول المدرسي القادم بسبب بقاء ملفي الخدمات الاجتماعية ومحاربة ظاهرة الغش من دون تسوية، وطالبت بالتكفل الفعلي بمطالب تخص الأساتذة بعد تقييم لمفاوضات سنة كاملة من الحوار مع الوصاية، انتهت بمجرد وعود. أقر المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “كناباست” بأن ما ميّز هذا العام الدراسي هو اعتماد وزارة التربة على سياسة التسويف. وأشار بيان تسلمت “الخبر” نسخة منه إلى أنه “رغم وعودها المتكررة وتواريخ الحلول المتوالدة فإن مطالبنا بقيت عالقة”. ونبهت النقابة إلى أن ملف الخدمات الاجتماعية لا يزال بعيدا عن “الرقابة” والصرامة الكافية بضمان حقوق الأساتذة، وطالبت بضرورة الإسراع في تنصيب وتحريك آلية اللجنة الحكومية التي تتكفل بجرد ممتلكات وأموال الخدمات الاجتماعية والتكفل بدورها الرقابي لعمل لجان الخدمات الاجتماعية. وأصر “الكنابسات” على أن العنف والغش يلغمان الدخول المدرسي القادم نظرا لما شهدته السنة الحالية، والانفلات الذي شهده امتحان شهادة البكالوريا. وأوضحت بأنهما “ظاهرتان استفحلتا في الوسط الدراسي حتى صارتا تهددان منظومة القوانين والقيم الضابطة للأداء التربوي البيداغوجي”، ما جعله يشدد على ضرورة علاجهما بآليات صارمة لا تجعل من المؤسسات التربوية “بؤرة للعنف والفساد”. كما طالب المجلس الوطني للنقابة “بالتعجيل بتوزيع السكنات المخصصة لمعالجة التأطير البيداغوجي في الجنوب على مستحقيها، مع تمكين أساتذة التعليم في الجنوب من الحصول على سكن اجتماعي دون شرط حد الأجور”. أما الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “أنباف” فاعتبر مكتبه الوطني المنعقد مؤخرا، أنه من الضرورة اليوم المحافظة على مصداقية الامتحانات الرسمية خصوصا شهادة البكالوريا لما لها من أهمية وطنيا ودوليا ومستقبل أبنائنا التلاميذ، وندعوا كل الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة لإعطاء العلم قدسيته، وتوجيه الأبناء للتحصيل العلمي والمنافسة الشريفة، كل هذا من أجل ضمان مدرسة متميزة وتعليم ذي نوعية وتلميذ متفوق بقدراته وعبقريته لا بالغش والعنف. كما يستدعي الوضع تعميق التحقيق لإنصاف التلاميذ النجباء حتى لا يكونوا ضحايا العقاب الجماعي، ومعاقبة كل من ساهم أو تواطأ أو حرض على الغش، وتمسك الاتحاد ببقية المطالب المرفوعة التي لم تُسوَّ بعد، خصوصا “معالجة اختلالات القانون الأساسي لإنصاف الموظفين على المناصب الآيلة للزوال وباقي الأسلاك المتضررة لاسترجاع حقهم المهضوم”. وجدد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان “السناباست” تمسكهم بالمطالب المرفوعة وخاصة ملف الخدمات الاجتماعية الذي لا يزال غامضا في تسييره، ناهيك عن المطالب المرفوعة الموسم الماضي والتي لم تبت فيها الوصاية ما يجعل الموسم الدراسي القادم ملغما بالاحتجاجات.