لقد تعوّدت على السهر في شهر رمضان المعظم إلى ساعات متأخرة من الليل وأستيقظ في الصباح الباكر للذهاب إلى العمل، لكني أقضي يومي كله في تعب وعياء ومعاناة. هل هذا النقص في النوم، أقل من 3 ساعات غالبا، لا يضر بصحتي مع الوقت؟ لأني بمجرد انتهاء شهر رمضان أعود إلى النوم بكفاية. إن العادات التي ألفها البعض وخاصة الشباب الذين يقضون لياليهم طوال شهر رمضان سهرانين إلى ساعات متأخرة، البعض منهم يذهب في الصباح إلى عمله وهو على هذه الحالة التي لا تسمح له لا بالعمل ولا بالتركيز ولا بأي شيء له معنى، والبعض قد يكون في عطلة مبرمجة مسبقا وآخرون ربما لا يعملون فينامون في النهار. الإنسان بحاجة إلى عدد معين من ساعات النوم في اليوم حوالي 7 إلى 9 ساعات حتى يحافظ على حيويته ونشاطه وتركيزه..إلخ وهذا ما يضمن له الاستراحة بالكفاية اللازمة له ولجسمه ووظائفه حتى لا يكون عرضة لاضطرابات واختلالات شتى على جميع الأصعدة الهضمية الغددية، العصبية، التنفسية، القلبية،...إلخ عند نقصان النوم يصبح الإنسان سريع الغضب والتأثر، عصبيا وعدوانيا، قليل التركيز وغير واع تماما بعمله، عديم النشاط والحيوية وغالبا ما يتعرض لحوادث خطيرة كحوادث المرور وحوادث الطرق والحوادث المهنية والمنزلية،...إلخ لأن العياء والفشل وقلة التركيز والإرهاق الذي ينال منه يجعله لا يعي تمام الوعي ما يقوم به وهنا يكمن الخطر الذي يعرّضه لاضطرابات وظيفية وحركية، ومع مرور الوقت تتأثر الوظائف النبيلة حيث يغير القلب نبضاته ونمطه ويزيد الكبد في نشاطه وعمله وتعمل الغدد بسرعة أكبر ولمدة أكثر، ثم باقي الأعضاء التي يتعرض واحدا تلو الآخر للإرهاق والتعب. لا تعرّض نفسك لقلة النوم، لأن هذا قد يسبب لك أمراضا حقيقية يصعب شفاؤها. [email protected]