فضّل كثير من لاعبي الكرة المشهورين مباشرة بعد اعتزالهم الرياضة، دخول المجال السياسي، سواء من خلال تقلّد مناصب سيادية أو حتى الترشح للفوز بمقاعد في البرلمانات. يأتي ذلك بهدف الاستفادة من خبراتهم لدفع بلدانهم الأصلية نحو التطور وتحقيق التنمية المنشودة، والنقطة الملاحظة هو استعمال “ورقة الرياضيين” من قبل الأحزاب السياسية في مختلف الاستحقاقات نظرا لشعبيتهم وسط الجماهير، وأكبر دليل على هذا ما حصل في الانتخابات التشريعية التي جرت هنا في بلادنا، من خلال ترشّح كثير من الوجوه المعروفة في صورة اللاعبين السابقين في المنتخب الوطني لخضر بلومي وعبد الحكيم سرار. ومن أهم مشاهير الكرة ممن دخلوا المعترك السياسي بقوة، نجد أحسن لاعب في العالم والقارة الأوروبية سنة 1995 الليبيري جورج ويا، هذا الأخير ترشّح سنة 2005 للانتخابات الرئاسية لبلاده ونجح في المرور إلى الدور الثاني، لكنه فشل في آخر لحظة من الفوز بمنصب الرئاسة بعد اكتفائه بالحصول على نسبة 40.40 بالمائة من أصوات الناخبين. ونجحت الاقتصادية جونسون إيلين سيرليف في الفوز على لاعب ميلان السابق، وتصبح أول امرأة إفريقية تنجح في رئاسة بلادها، حيث قال جورج ويا عن تجربته السياسية بأن الهدف الأول الذي كان وراء دخوله معترك الانتخابات، هو مساهمته كبطل قومي في ليبيريا، الحد من الحرب الأهلية التي عرفتها بلاده طيلة عشرين سنة كاملة. وبدوره، فإن أسطورة الكرة البرازيلي “بيلي” صاحب الكؤوس العالمية الثلاث، اختار المجال السياسي بعد اعتزاله ميادين الكرة، وهذا بعد تقلّده لمنصب وزير الشباب والرياضة في بلاده لأربع سنوات كاملة بداية من سنة 1994 في حكومة الرئيس فرناندو هينريكي كوسادو. وحاول “بيلي” الأسطورة استغلال خبرته الكبيرة وعلاقاته الواسعة لإعطاء دفع قوي للرياضة في بلاده قبل أن تختاره بعدها الأممالمتحدة كممثل لها في “اليونسكو” (منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة) وحتى في “اليونيسيف” (منظمة الأممالمتحدة للطفولة). وفي وطننا العربي حاليا، نجد تقلّد أفضل لاعب للمنتخب التونسي في مونديال الأرجنتين سنة 1978 طارق ذياب منصب وزير بلاده للرياضة، في أول حكومة تونسية بعد “ثورة الياسمين” التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. ونفس الشيء بالنسبة للاّعب والمدرب السابق للمنتخب الجزائري في رياضة كرة اليد محمّد عزيز درواز الذي تقلّد أيضا منصب وزارة الرياضة. ولا يقتصر الأمر فقط على طموح الرياضيين في تقلّد مناصب سياسية، بل يتعداها في كثير من الأحيان لإعلان مشاهير الكرة توجّهاتهم السياسية مثلما يحصل حاليا مع نجم المنتخب المصري ونادي الأهلي محمد أبو تريكة الذي خرج إلى ميادين القاهرة تعبيرا منه على تأييده للرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضته التامة للإطاحة به من قبل الجيش المصري.