كشفت أرقام تحصلت عليها “الخبر” تتعلّق بإصابة التلاميذ لا سيما الفئة العمرية بين 10 إلى 14 سنة ب“تقوس الظهر”، حيث بلغ عدد المصابين أكثر من 25 ألف حالة سجلّتها وحدات الكشف والمتابعة للصحة المدرسية بسبب ثقل المحفظة كعامل رئيسي. ارتفع “ضحايا” المحفظة الثقيلة التي كان وزن الواحدة منها يصل إلى 10 كغ بسبب كثرة الأدوات المدرسية، ما يفوق 25 ألف حالة “تقوس الظهر” عبر الوطن حسبما علم من مصدر من مديرية النشاط الاجتماعي بوزارة التربية، واحتلت العاصمة الصدارة بأزيد من 1500 حالة تليها ولاية وهران ب362 حالة، مست التلاميذ البالغين من 10 إلى 14 سنة خلال السنة الدراسية الماضية. وسجّلت وحدات الكشف والمتابعة للصحة المدرسية ارتفاعا في وهران فقط في حالات الإصابة بتقوس الظهر مقارنة مع الموسم الدراسي 2011-2012 الذي شهد 267 حالة، أي بأزيد من 100 حالة. وحسب مصدر “الخبر” فإنّ نسبة الذكور مرتفعة مقارنة بجنس الإناث، فيما تختلف الأرقام بتسجيل أعلى نسب الإصابات في الطور الابتدائي ب48%، فيما الطور المتوسط ب33%. في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن ولاية وهران يمثل فيها التلاميذ الذكور نسبة 53% من العدد الإجمالي للمصابين مع تسجيل 63% من هذه الحالات في الطور المتوسط، وعند تلاميذ السنتين الرابعة والخامسة الابتدائي بنسبة 17%. وقد تكفلت الوحدات المذكورة بالحالات المصابة بالتقوس الظهري عن طريق العلاج الوقائي، فضلا عن استخدام المصابين حزام شدّ الظهر لتخفيف الآلام وتقويم الظهر وإزالة الانحناء، بالإضافة إلى العمل على إشراك الأولياء من أجل توعيتهم عن طريق تقديم النصائح والإرشادات لهم، تجنبا أن يؤثر سلبا على الصحة العامة للتلاميذ. وأرجع أطباء وحدات الكشف الصحي أسباب انتشار هذا النوع من الإصابات التي تمس العمود الفقري، إلى هيئة جلوس التلميذ داخل القسم التي غالبا ما تكون بطريقة غير متوازنة، ممّا يتعين على المعلم توجيهه وتعويده على الجلوس الجيد، وكذا مشكلة ثقل وزن المحفظة المدرسية التي لها تأثير على صحة المتمدرسين. وقد كشفت دراسة ميدانية لوزارة التربية، تحوز “الخبر” نسخة منها، عن الأسباب التي تثقل المحفظة المدرسية، تعترف فيها أن “تقوس الظهر” للتلاميذ سببها هي كثرة الأدوات المدرسية وسوء توزيع النشاطات التعليمية الأسبوعية، وعدم احترام جدول التوقيت الأسبوعي من طرف المعلمين ووزن الكتب المدرسية وكراريس التطبيقات. وحدّد مختصون من وزارة التربية مواصفات “المحفظة الصحية”: أولها أن تكون ذات هيكل متين و"مبطنة” من جهة الظهر لتجنب ألم الظهر التي تسببه الأدوات الموضوعة، ولا تتلف الكتب والكراريس، اعتبارا لكون المحفظة الليّنة تؤدي إلى تراكم الوزن في الأسفل. ثانيا أن تتلاءم أبعادها مع قامة الطفل (بين 30 و41 سم). ثالثا أن تكون حمالتاها عريضتين على مستوى الكتف وقابلتين لإعادة الضبط. رابعا أن تكون خفيفة الوزن لأنّ بعض المحافظ تكون ثقيلة قبل وضع الأدوات فيها.