سوناطراك تقرر التشغيل الكامل لمصنع تيڤنتورين قبل مارس ستشغل سوناطراك، خلال الثلاثي الأول من سنة 2014، مصنع تيڤنتورين بطاقته الإنتاجية القصوى كما كانت عليه، قبل العملية الإرهابية منتصف جانفي الماضي، ويتزامن تمديد آجال تشغيله الذي كان مقررا نهاية هذا السنة، مع إصرار الشركتين النرويجية ”ستاتول” والبريطانية ”بريتيش بيتروليوم” على عدم العودة للموقع النفطي، قبل التأكد من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الجزائر في الموقع. بالمقابل، أكد مصدر مسؤول من سوناطراك، أن تراجع مداخيل الجزائر من عائدات المحروقات، كان سببه الرئيسي مراجعتها لبعض عقود الغاز وتخفيض الأسعار، وليس انخفاض إنتاجها. وقال ذات المصدر ل«الخبر”، إن التشغيل الكلي للمصنع سيكون قبل نهاية مارس المقبل، في انتظار تشغيل الوحدة الإنتاجية الثالثة والأكثر تضررا من الاعتداء المسلح على الموقع النفطي لتيڤنتورين. من جهة أخرى، أوضح ذات المصدر بأن إنتاج الجزائر لم يسجل تراجعا محسوسا مثلما أشارت إليه العديد من التقارير الدولية، حيث لم ينخفض مستواه إلا بقليل عن حصته المحددة في إطار سقف إنتاج الدول الأعضاء لمنظمة الأوبيب، مقدرا مستوى إنتاجها الحالي ب1,15 مليون برميل يوميا، مقابل حصة تصل إلى 1,2 مليون برميل يوميا محددة من طرف ”الأوبيب”. من جهة أخرى، كشف ذات المسؤول أن الجزائر قامت بتخفيض أسعارها للغاز مع بعض زبائنها، مثل الإيطاليين، سواء بالنسبة لمن استفاد من قرارات التحكيم الدولي مثل ”ايديسون” أو غيرها من الشركات الإيطالية والتي طالبت بذلك، بعد تسجيل انخفاض محسوس على الطلب في أسواق الغاز منذ السنة الماضية. وعن مراجعة العقود طويلة الأجل مع الشركات الأخرى مثل الإسبانية التي ستشرع سوناطراك في إعادة التفاوض معها ابتداء 2020، وفرنسا انطلاقا من سنة 2018، إلى جانب بعض الشركات الإيطالية سنة 2019، أكد ذات المصدر أن قرار التخفيض أو الاحتفاظ بالأسعار الحالية سيتحدد آنذاك بدراسة وضعية الأسواق. على صعيد آخر، كشف وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي أن قطاعه طالب بمنحه الموافقة والتراخيص اللازمة وفقا لقانون المحروقات، للشروع في تجسيد مشاريع خاصة باستغلال الغاز الصخري، بعد أن تم تحديد المواقع التي ستمثل المشاريع النموذجية في هذا المجال. بالمقابل، صرح نائب رئيس سوناطراك المكلف بالمنبع، سعيد سحنون نيابة عن يوسفي، على هامش الأيام الدراسية المنظمة أمس بفندق الشيراتون حول استغلال الغاز غير التقليدي، بأنه لم يتم تحديد جدول زمني للانطلاق في استغلال الغازات غير التقليدية والتي يجب أن تكيف مشاريعها على أساس الربحية التجارية بالنظر إلى تكاليفها الباهظة. في نفس الإطار، ذكر ذات المسؤول أن سوناطراك قد انتهت بالتعاون مع شركائها الأجانب من تحديد احتياطات الجزائر من الغازات غير التقليدية، ما يتطابق، حسبه، والأرقام المقدمة من طرف الوكالة الدولية للطاقة والتي قدرتها ب700 تريليون قدم مكعب. وأضاف ذات المسؤول، بأن جهود الشركة للتنقيب عن الغاز لا زالت متواصلة، معلنا عن اكتشاف هام للغاز هذا الأسبوع في موقع رورد النص. من جهة أخرى، أشاد وزير الطاقة والمناجم في مداخلة تلاها نيابة عنه أحد مساعديه، بأهمية استغلال الغاز الصخري في المحافظة على الأمن الطاقوي للبلاد، خاصة وأن الاستهلاك سيتضاعف في آفاق 2030، إلى جانب السماح لها باحترام التزاماتها مع شركائها الأجانب. واعترف يوسف يوسفي بصعوبة تجديد الاحتياطات من البترول والغاز، مشيرا إلى أن اقتصاد الجزائر سيستمر في تبعيته للمحروقات لسنوات طويلة.