لقد أثبتت مختلف أنواع التلقيحات التي أصبح الإنسان يتلقاها منذ سنين (البداية كانت في القرن 18) فوائدها التي لا تحصى، لقد تم بفضلها القضاء على عدد من الأمراض التي كانت فتاكة في الماضي غير البعيد مثل السعال الديكي والبوحمرون والشلل..إلخ. يسمح التلقيح من جهة أخرى بتفادي عدد من الأمراض المعيقة، مثلما يحصل في حالة تعارض فصيلة الدم بين الأم وجنينها أو اجتناب حالات الزكام الفصلية..إلخ. ما هو التلقيح؟ يتمثل التلقيح في إدخال عامل خارجي في جسم حي، لخلق رد فعل إيجابي ضد مرض عدوي من قِبل مناعة هذا الجسم، ويسمى هذا العامل الذي ندخله في الجسم الحي مولّد المضاد الذي يقوم بتنشيط مناعة الجسم حتى تكون مهيأة لمكافحة الجرثوم الذي هو غالبا فيروس عند دخوله داخل هذا الجسم. توجد أربعة أنواع من التلقيحات هي: 1) جرثوم منعدم الفعالية 2) جرثوم حي لكنه قليل الفعالية 3) جزء من جرثوم فقط 4) مادة سامة أُبطل سمّها. الهدف من التلقيح هو جعل الجسم يصنع مضادات أجسام تكافح المكروب المنتظر، أي كل لقاح يكون موجها لمكروب معين ليصبح الجسم مستعدا للتعرف على هذا المكروب بسرعة والشروع مباشرة في مكافحته وتدميره، لكن مضادات الأجسام هذه التي يصنعها الجسم لا تدوم مدى الحياة بل تتناقص مع مرور الوقت، لهذا يجب في كل الحالات إعادة التلقيحات بعد مرور مدة من الزمن. أغلب أنواع التلقيحات تتم عبر حقنة، لكن بعضها يتم عبر الفم مثل لقاح الشلل أو عبر الأنف في المستقبل. نحن على موعد مع الزكام، ولهذا فإن التلقيح ضروري ضد هذا الوباء الفصلي الذي ينتشر بسرعة في المدن والقرى، ويصيب عددا هائلا من أفراد المجتمع دون تمييز. حوالي 5 ملايين حالة و250 ألف إلى 500 ألف حالة وفاة عبر العالم كل سنة، الشرائح المصابة أكثر هي الأطفال والشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة. الكل معني بهذا الوباء، لهذا فإن التلقيح وسيلة تمكّن كل واحد من تجنب الإصابة بهذا الداء، أو على الأقل التخفيف من أعراضه وتجاوزه بسلامة.