دعا التجمع الوطني الديمقراطي، أمس، إلى هدوء سياسي والابتعاد عن التشنج في التصريحات الصحفية من قبل قادة أحزاب سياسية، بسبب ما يعتبره الأرندي “الظرف الحساس والمرحلة الحرجة” التي تجتازها الجزائر. رفض التجمع الوطني الديمقراطي التعليق على تصريحات وصفت ب«المتشنجة”، أطلقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ضد الأرندي وأمينه العام بالنيابة، عبد القادر بن صالح. وقالت المتحدثة باسم الأرندي، نوارة جعفر، ل«الخبر”، إن “الأرندي لا يرى داعيا للتعليق على هكذا تصريحات، ولا يحبذ الدخول في مجابهة سياسية أو جدل إعلامي مع أي طرف سياسي”. وكان سعداني قد وجه، أول أمس، انتقادات حادة للأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، على خلفية تصريحات قال فيها بن صالح إن “الرئيس بوتفليقة أكبر من أن يكون مرشح حزب واحد، والأرندي لم يكن في يوم من الأيام ممن يركب القطار في المحطة ما قبل الأخيرة ويدعي أنه في الطليعة”. ووصف سعداني بن صالح بأنه “يجهل التاريخ ويتظاهر بتجاهل تاريخ بوتفليقة، وأن هناك من يريدون جعل الأفالان عربة وليس قاطرة ويعيشون في الماضي”. وأضافت نوارة جعفر في نفس السياق “ليقل ما يشاء (سعداني)، وإذا كانت هذه أحكامه فهذا رأيه ويتحمل مسؤوليتها”، مضيفة: “نحن عبرنا عن موقفنا من خلال كلمة الأمين العام بالنيابة، عبد القادر بن صالح، قبل أيام، بشأن ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، وليس من حق أي طرف سياسي احتكار المواقف لنفسه وحزبه”. وأشارت إلى أن “الجزائر تحتاج في هذه المرحلة إلى الرزانة والهدوء”، وقالت: “في اعتقادنا الوقت الآن لتحكيم العقل والعقلانية في التعاطي مع مختلف القضايا السياسية والمواضيع الراهنة، وأعتقد أن حزبنا معروف بالرزانة السياسية، وستظل الرزانة السياسية تحكم مواقفنا وقراءتنا لأي ملف أو قضية، لذلك سنتلافى الدخول في جدل أو نقاش لا يخدم الجزائر في هذا الوقت”. ويؤشر تعقيب نوارة جعفر على التصريحات المثيرة لعمار سعداني، على رغبة الأرندي في إبعاد نفسه عن منحى الجدل المثير الذي يطرحه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني منذ أسابيع، والتي طالت المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات، وشملت أحزابا حليفة في الحكومة على غرار الأرندي، ويبرز هذا انفلات عقد الانسجام بين القوى السياسية المتوافقة على دعم الرئيس بوتفليقة من جهة، وحالة الاندفاع السياسي لدى سعداني في اتجاه التموضع المنفرد بشكل صارخ، ومحاولة لعب دور أكبر من مساحة وقوفه في ترتيب الانتخابات الرئاسية المقبلة.