مقتل عميد في الحرس الثوري الإيراني في قتال بسوريا أعلنت وسائل إعلام إيرانية، يوم أمس، عن مقتل ضابط إيراني كبير يحمل رتبة عميد على الأراضي السورية، وقالت بأنه من منتسبي الحرس الثوري وقتل خلال تأديته واجب الدفاع عن “ضريح السيدة زينب”. والملاحظ أن هذا الإعلان جاء بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من تأكيد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي، عن تواجد المئات من الكتائب الإيرانية على الأراضي السورية دعماً لقوات بشار الأسد. من جهة أخرى، التقى، مساء أمس الثلاثاء، بالعاصمة السويسرية جنيف، مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بكل من نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف، ثم بمساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ويندي شيرمان، وهذا قبل أن يتوسع اللقاء لممثلي الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي الصين وبريطانيا وفرنسا. وينتظر أن يعلن الأمين العام للأمم المتحدة في أعقاب هذه الاجتماعات التي لا يعرف لحد الآن الوقت الذي ستستغرقه عن تاريخ انعقاد مؤتمر جنيف 2 المعول عليه لإنهاء المجزرة الرهيبة التي يتعرض لها النظام السوري منذ أكثر من سنتين، وخلّفت ما يزيد عن المائة وعشرين ألف ضحية، الكثير منهم إن لم تكن غالبيتهم الساحقة، من المدنيين. والملاحظ أن لقاءات، يوم أمس، بجنيف تأتي بعد الجولة التي قادت الإبراهيمي إلى معظم العواصم التي لها كلمة في الأزمة السورية، وهي الجولة التي مكنته من التعرف عن قرب على مواقف كل الأطراف، خاصة النظام الحاكم في دمشق ومعارضيه المسلحين وغير المسلحين. وللتذكير، فإن الإبراهيمي قال في أعقاب لقائه بالرئيس بشار الأسد بأن الحكومة السورية وافقت على المشاركة في محادثات السلام، في حين أن المعارضة “تحاول أن تجد سبيلا لتمثيلها”، مؤكدا أنه “إذا لم تشارك المعارضة فلن يكون هناك جنيف2”. لكن وعشية شروع المبعوث الدولي العربي في اجتماعات، يوم أمس، أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أن نظام الأسد لن يذهب إلى مؤتمر جنيف2 “لتسليم السلطة”، وهو ما تطالب به المعارضة والدول الداعمة لها، وفي مقدمة هؤلاء الإدارة الأمريكية التي قالت على لسان نائبة المتحدث باسم الخارجية الأمريكي ماري هارف إن “جنيف2” سيُعقد استنادا إلى تفاهم “جنيف1” الذي ينص على أنّ الأسد لن يكون جزءا من أي حكومة انتقالية. لكن مع هذا، فقد قال الوزير السوري للإعلام إن ما سيحصل في المؤتمر، المنتظر هو “عملية سياسية وليس تسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية”، وهو التصور الذي طرحته الجامعة العربية في آخر اجتماع لمجلس وزراء خارجيتها. ميدانيا، حذّر ناشطون سوريون من احتمال قيام قوات الأسد باقتحام الحجيرة والسبينة في دمشق الجنوبية للتقدم والحسم في مخيم اليرموك والحجر الأسود. وحسب هؤلاء الناشطين، فإن النظام السوري قد حشد وبمساعدة لواء أبو الفضل العباس وميليشيا حزب الله اللبناني، منذ فجر أمس، قواته استعدادا لهجوم شامل على البلدتين. وفي تطور ميداني آخر، تحدثت الأخبار القادمة من شمال سوريا عن تقدم كبير أحرزه المقاتلون الأكراد على حساب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”. وحسب ذات المصادر، فإن الأكراد قد تمكنوا من السيطرة على 19 قرية في ريف مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، في قتال دام يومين مع “داعش”.