أشار مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة السّابق فيليب كراولي إلى أنه "إيجابي ومتفائل بقضية إجتماع جنيف حول الملف النووي الإيراني لأنه للمرة الأولى تمكنت ايران وما يسمّى بمجموعة ال"5+1" من الإنخراط في مفاوضات بناءة وقابلة للتقدم"، لافتا إلى أنه "من الواضح اننا في هذه الجولة بالذات لم نصل لأي اتفاق، الا أن الجميع أظهر ايجابية، وعند استئناف المفاوضات في الأسابيع القليلة المقبلة، هناك مجال للتقدّم، ولكن من الواضح وفي الوقت عينه أنّ هناك شكوكاً على كلّ الأصعدة حول إمكانيّة التوصّل لاتّفاق نهائي".وفي حديث إذاعي، قال: "من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن وجهة نظره وشكوكه حول اتفاق يسمح لإيران بالإستمرار والتقدّم في برنامجها، وهذا ببساطة بسبب انعدام الشفافية الذي يحيط بطموحات ايران النوويّة على مدى سنوات إن لم نقل عقود، ومن الواضح أن هذه الشكوك يجب التغلّب عليها ومن المؤكد أن الضغوط ستدفع بإيران الى الموافقة على عمليات تفتيش مشدّدة جدّاً على مستوى عالٍ من الشفافيّة ممّا يسمح بتخطّي الشكوك".وردا على سؤال حول هل ستقبل ايران بالرقابة المشدّدة، لفت إلى أن "هذا الأمر يكمن في صلب المفاوضات، ومن الواضح أنّ ايران تريد التخلّص من العقوبات التي أثقلت كاهلها الإقتصادي، ولهذا يجب عليها إعطاء شيء في المقابل، وأنا أظنّ أنّ على الفريق الإيرانيّ المفاوض إقناع المجتمع الدوليّ بسلمية برنامجه النووي، على أن يرفق ذلك بإجراءات هادفة ومحددة"، لافتا إلى أن "هناك من يريد الوصول لحل واتفاق تجنبا لحرب جديدة في الشرق الأوسط، وهناك المتشددون الذين يرفضون أي اتفاق على الإطلاق، ولهذا فإن السياسة معقدة وهذا الأمر سيجعل الجميع حذرا".ورأى أنه "من المنطق أن نقول أنّ حسابات الولايات المتحدّة الأميركية مختلفة عن حسابات اسرائيل"، مشيرا إلى أن "اسرائيل تريد أن تشهد على اتفاق ينهي تقدّم ايران النووي، بينما تريد ايران التقدم في برنامجها النووي، وهذا ما لا تقبله الولاياتالمتحدة الأميركية، وفي المقابل قد توافق الولاياتالمتحدة الأميركية على اتفاقية تسمح فيها لإيران وضمن اطار محدد بتوليد الطاقة وتفعيل البحوث والبرامج المدنيّة الأخرى".وفي سياق آخر، وردا على سؤال حول هل إن أميركا تسعى لخلق تحالفات جديدة في المنطقة، قال كراولي: "للولايات المتحدة علاقات قويّة في المنطقة، ونظرا للظروف التي تمرّ مؤخرا فإن العلاقات توترت أيضا، خصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة وتوجهه للقاهرة حيث ظهر اختلاف في الرأي بين الفريقين الأميركيّ والمصريّ حول الإجراءات التي يجد اتخاذها بعد إزالة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من الحكم اضافة الى القلق السعودي ازاء تحرك الولاياتالمتحدة بخصوص الأزمة السوريّة"، لافتا إلى أن "الإدارة الأميركية أكدت مرارا دعمها الكامل مع كل من لبنانسوريا مصر الأردن والسعوديّة ودول أخرى في المنطقة، ولهذا فمن المهم أن يتشاور الجميع في مختلف القضايا المعقدّة لإيجاد الحلول لها خصوصاً في سوريا وإيران ودول في مراحل انتقالية كمصر".وعن الأزمة السورية، أشار إلى أن "السياسة الأميركية واضحة جدا، والرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن مقتل أكثر من مئة ألف شخص في سوريا ويجب أن يتنحى عن الحكم"، قائلا: "هذه هي قناعة اميركا ولكن السؤال، هل هذه السياسة تسعى الى تطبيق الوسائل الدبلوماسيّة أم العسكريّة أو مزيجٍ من الإثنين؟"، لافتا إلى أن "الأجندة والمخطط موجود وللأخذ بوجهات النظر المختلفة لا بدّ من العودة الى هذه الأجندة، ومن الواضح أنّ الولاياتالمتحدة الأميركيّة تسعى ومن خلال المشاورات مع الجانب الروسي الى عقد مؤتمر جنيف 2".ورأى كراولي أن "هناك تقدم في قضية إزالة السلاح النووي من أرض المعارك السورية، ومن الواضح أن سوريا قد التزمت بواجبها تجاه هذا الموضوع، ولكن المعضلة تكمن بإمكانيّة تفسير بشار الأسد للموضوع واعتبار تعاونه بذلك بمثابة نافذة لمحاربة وضرب المعارضة السوريّة، وهذا ما يخلق جدليّة كبيرة ويزيد من وتيرة المساعي لإيجاد حلّ ديبلوماسيّ بدلاً من الحلّ العسكري".