اشترت تايلاندا عن طريق وسطاء تجاريين مليون برميل من النفط الجزائري سيتم استلامها بين الفاتح والخامس جانفي من العام القادم. وسيتم استلام الكمية المشتراة عن طريق شحنات بحرية تقدر ب215 ألف برميل للواحدة حسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ. ويصنف النفط الجزائري المعروف بصحاري بلند ضمن أجود أنواع النفط الخفيفة. ويأتي إبرام هذه الصفقة في ظل تراجع العائدات النفطية للجزائر بنسبة 12% خلال السداسي الأول من سنة 2013، وهو ما اعتبره وزير المالية كريم جودي مقلقا للوضع المالي. وفي نفس الفترة، تراجع إنتاج المحروقات بنسبة 10% من حيث الحجم و2% من حيث القيمة، متأثرا بالركود المستمر في أوروبا وضعف النمو في الولاياتالمتحدة. وتعول الجزائر على السوق الآسيوية في تدارك انخفاض الطلب على البترول الخام في أوروبا والولاياتالمتحدة، لذلك عززت سوناطراك من أسطولها البحري لتصدير البترول الخام والغاز، قصد غزو أسواق أخرى خاصة في الدول الأسيوية التي تشهد نسب نمو عالية. من جانب آخر، توقعت مكاتب دراسات أن تقوم منظمة أوبك بتخفيض إنتاجها من النفط الخام في منصف أكتوبر القادم بالنظر إلى ارتفاع إنتاج الدول من خارج المنظمة خاصة الولاياتالمتحدة وكندا وكازاخستان والبرازيل. وأوضحت مؤسسة “سيتي غروب” المتخصصة في تقرير لها “أن العرض من النفط الخام خارج أوبك بات ينمو بسرعة، في حين يبقى نمو الطلب مخيبا في الفترة الحالية”. وسيرتفع العرض في الدول المنتجة خارج أوبك إلى 1.7 مليون برميل يوميا في 2014 مدعوما بإنتاج دول أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى شروع حقل “كاشاغان” الكازاخستاني السنة المقبلة في الإنتاج ليضيف 100 ألف برميل يوميا للإنتاج العالمي من غير منظمة أوبيك. كما ينتظر أن تدخل مشاريع أخرى الإنتاج في البرازيل. وذكر تقرير “سيتي غروب” أن الطلب على خام منظمة أوبك سينخفض إلى 29 مليون برميل يوميا العام المقبل، بانخفاض قدره 1.11 مليون برميل مقارنة بسنة 2013. وتعتزم منظمة أوبك التي وضعت هدفا بإنتاج 30 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2011 الاجتماع في 4 ديسمبر القادم بفيينا للتباحث حول مستقبل المنظمة في ظل الطفرة التي أحدثها استغلال النفط الصخري في العالم وتأثيرها الواضح على السوق، حيث تشير التوقعات إلى فقدان 8% من حصتها السوقية. وتبلغ حصة الجزائر داخل منظمة “أوبك” منذ سنة 2010 حوالي 1.250 مليون برميل يوميا، إلا أن مستوى إنتاج البترول في الجزائر بدأ يعرف انخفاضا مع سنة 2011، بشكل جعل الجزائر غير قادرة حتى على الإيفاء بحصتها الحالية، حيث يقدر إنتاجها أقل من 1.2 مليون برميل يوميا. ويجدر التذكير أن أوبك التي تنتج 40% من النفط الخام العالمي، تضم 14 دولة هي الجزائر وأنغولا والإكوادور، إيران، العراق، الكويت، ليبيا، نيجيريا، قطر، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا.