أعلن وزير النقل عمار غول رسميا عن إلغاء العمل برخصة السياقة بالتنقيط ووقف طبع هذه الرخصة وتوزيعها على المصالح الإدارية إلى غاية إعادة النظر كليا في رخصة السياقة، مؤكدا على أن التقليل من حوادث المرور التي تحصد سنويا الآلاف من الضحايا يبدأ بتغير هذه الوثيقة وطريقة الحصول عليها. أفاد وزير النقل خلال افتتاح أشغال الجلسات الوطنية الكبرى للنقل التي ستدوم يومين، حضرها الوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة وبرلمانيون وإطارات وخبراء، أنه يتعين على المشاركين فيها الخروج بمقترحات وحلول “ملموسة وجادة”، مع الاستجابة الفورية للانشغالات المستعجلة في قطاع النقل على غرار ازدحام المرور الذي يتسبب في تعطل متكرر للمسافرين وخلق لديهم حالة نفسية مضطربة، وطلب من المشاركين في هذه الجلسات من خلال 25 ورشة الخروج بإستراتجية تحسين منظومة النقل في بلادنا، والإجابة على الأمور المستعجلة لتحسين الخدمة العمومية في مجال تنقل المواطنين. وكشف الوزير في هذا الشأن عن مشروع فتح خطوط بحرية بين الجزائر العاصمة-بومرداس والجزائر-تيبازة، وخطوط طويلة تضمن النقل ما بين مختلف المدن الساحلية انطلاقا من عنابة ووصولا إلى وهران، إلى جانب فتح المجال للمستثمرين العموميين والخواص في مجال النقل الجوي خصوصا في ولايات الجنوب، واقتناء 27 باخرة لنقل البضائع. ولم يتردد وزير النقل في ندوة صحفية نشطها على هامش أشغال الجلسات الوطنية الكبرى للنقل في فتح النار على النقل الجوي لتدني الخدمات المقدمة للمسافرين قائلا “هذا القطاع في حد ذاته بحاجة إلى ثورة”. وفي رده على سؤال بخصوص عدم قدرة مطار الجزائر على استيعاب عدد أكبر من المسافرين، كشف الوزير عن الشروع في توسيع مطار الجزائر الدولي، حيث سيستوعب أزيد من 16 مليون مسافر بحلول 2018. كما هدد وزير النقل بتسليط إجراءات ردعية في حق العاملين في قطاع النقل في حالة إهانتهم لمسافرين وتعطيل تنقلهم سواء عن طريق الجو أو البر أو البحر، وكشف عن وضع كشوفات تحت تصرف المسافرين لتدوين ملاحظاتهم حول ظروف سفرهم تسلم بعدها لمفتشين ستعينهم الوزارة قريبا في كل مرافق النقل لإعداد تقارير حول ظروف تنقل المواطنين. سلال: ضحايا الطرقات لا يجب أن نقبل بها كحتمية من جهته اعتبر عبد المالك سلال ما تخلفه حوادث المرور ب“المأساة الحقيقية”، مشددا على أنه “لا يجب أن نقبل بها كحتمية أبدا، بل إن جهد الدولة في مجال السلامة المرورية عليه أن يتواصل ويتضاعف”. وقال سلال لدى إشرافه على افتتاح أشغال الجلسات الوطنية الكبرى للنقل أمس، أن الحكومة ستنظر باهتمام بالغ لنتائج أشغال هذه الجلسات التي أعرب عن أمله في أن تكون عملية ونابعة من توافق واسع بين مختلف المتدخلين في المنظومة الجزائرية للنقل، حيث يجب أن تسود روح الحوار والتعاون بالنظر إلى حيوية هذا القطاع في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، مشيرا إلى أن الخدمة العمومية في مرافق وهياكل النقل تعتبر “ورشة مهمة” لا تخص وزارة النقل وحدها بل تتعداها لتشمل قطاعات ومتعاملين آخرين يجب أن يلعبوا دورهم كاملا في رفع مستوى خدمات النقل في الجزائر، حتى يتمكن الجزائريون اليوم أن يسافروا في بلدهم وخارجه وأن يحركوا سلعهم وفق مقاييس الجودة ومعايير الخدمة المتعارف عليها دوليا”. وستناقش الجلسات الوطنية للنقل على مدار يومين إعادة تنظيم هذا القطاع من خلال عدة ورشات متخصصة تتطرق لمختلف المشكلات التي تواجه القطاع بمختلف فروعه، قصد الخروج باقتراحات ستقدم لاحقا إلى الحكومة.