كشف مصدر عليم أن الفرقة الجنائية بأمن ولاية تبسة تلقت تعليمة كتابية للتحقيق في الظروف المشبوهة لوفاة المجاهدة حنية عبد الرحمن بمصلحة الإنعاش بمستشفى عالية صالح في تبسة، مع إيفاد لجنة لتقصي الحقائق من الوزارة الوصية. حسب تقرير مفصل وجّه كشكوى إلى المؤسسة القضائية ووزراء العدل والداخلية ووالي تبسة، فإن المجاهدة حنية عبد الرحمن المعروفة بأعمالها الخيرية أبا عن جد لاسيما منح قطعة الأرض التي شيّدت عليها المدرسة القرآنية الشيخ العربي التبسي، وموقّع من طرف ابنها بوبكر، تضمن بأن المرحومة بعدما تعرضت إلى زكام حاد نقلت بتاريخ 12 أكتوبر الماضي إلى قسم الاستعجالات، حيث ساءت حالتها إلى غاية فقدانها الوعي، وقرر طبيب مصلحة الإنعاش تحويلها لمصلحة الإنعاش في حالة يرثى لها وبذل المختص في الإنعاش قصارى جهده من يوم 13 أكتوبر على الساعة الرابعة مساء واسترجعت المريضة بعض قواها، غير أنه اقترح بقاءها إلى غاية معاينتها من قبل مختص في أمراض القلب. وروى ابن المجاهدة أن الأخيرة طلبت منه الخروج بعد أن تعافت “غير أننا تمسكنا باستشارة الطبيب المختص في الإنعاش لعرضها على مختص القلب، فأبلغنا بأن المستشفى لا يتوفر على مختص في مرض القلب وأنه لم يتم عقد اتفاقية مع عيادة خاصة بعد”. ومنذ تاريخ 14 أكتوبر، تضيف شقيقة المرحومة، ظلت المجاهدة دون رعاية مقيدة اليدين على سرير الموت حتى فضلاتها كانت تطرحها دون تنظيف، ورفض مبيت أي من العائلة للقيام بالواجب معها، لتظل تصارع موت الإهمال واللامبالاة تزامنا مع عشية عيد الأضحى لمدة 4 أيام، قبل أن تسوء حالتها وتتوفى. تقرير مديرية الصحة يؤكد غياب المداومة الطبية 4 أيام كاملة حسب التقرير المحرر من قبل طبيبين، فإن تواجد المجاهدة حنية بقسم الاستعجالات ثم قسم الإنعاش، ميزته مراحل عدم التكفل التام في قسم الاستعجالات بعد تفاقم أزمة قلبية، على خلفية عدم التكفل بصدمة رئوية وصعوبة في التنفس أثّرت على أداء القلب، فزيادة على أن رأي الطبيب المختص في القلب لم يتحقق، هناك أسباب غياب العناصر الطبية والتدخل الطبي في الوقت المناسب على مستوى الاستعجالات والإنعاش، واتضح عدم تسجيل أي ملاحظة على بطاقة المتابعة الطبية إلى غاية الساعة التاسعة ليلا، ما يدل على حالة أكيدة للإهمال. وخلص التقرير إلى أن المتوفاة لم تتلق أي تكفل ولا متابعة طبية طيلة أربعة أيام، بسبب غياب الأطباء والممرضين المداومين.