أكد الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أحمد بيطاطاش، أمس، في سعيدة أن ”الانتخابات لن تكون مفتوحة ولا توجد بوادر أو مؤشرات تؤكد ذلك”، مشيرا بهذا الصدد ”فلو كان هناك إرادة سياسية حول انتخابات مفتوحة لفتح المجال للأحزاب منذ سنة وفتحت القنوات الإعلامية للتعاطي مع ذلك”. قال بيطاطاش إن هم الأفافاس الوحيد هو ”أن يكون الرئيس القادم منتخبا من طرف الشعب وليس من طرف أصحاب القرار”، محذرا ”النظام من سياسة الهروب إلى الأمام”. وذكر المتحدث أن لقاءه مع المواطنين لا يدخل في إطار حملة انتخابية وإنما جاء احتفالا بالذكرى ال50 لتأسيس الأفافاس ولشرح لوائح المؤتمر الخامس، مبرزا في هذا الإطار أن مجيئه إلى مدينة سعيدة يهدف ”إلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي الذي عمل النظام على طمسه، وجعل الأحزاب الأخرى مجرد آلات انتخابية”، وذكر بيطاطاش الحضور ”أن تأسيس الأفافاس كان كرد فعل للعنف المؤسساتي، بعدما استولت جماعة بعنف على السلطة، وفرض نظام بن بلة دستورا صيغ وفق المقاس، وهو الدستور الذي جعل الراحل محمد بوضياف يعارضه قبل أن ينفى”، موضحا أن هذه الممارسات لا نزال نعيشها لحد اليوم. وقال نفس المسؤول في ندوة صحفية عقدها، أمس، بدار الصحافة بختي بن عودة بمدينة معسكر، إن الحزب بصدد دراسة وتقييم الوضع السياسي بالبلاد، وهو تقييم يشير مبدئيا إلى إجراء انتخابات مغلقة ما يجعل مقاطعة الأفافاس للانتخابات الرئاسية الاحتمال الأكبر، وقال إن الحزب لم يجر أي اتصالات بأحزاب سياسية حول التنسيق في الموقف من الرئاسيات المقبلة لانخراط أغلبها في مسار الانتخابات. وواصل بيطاطاش تقييمه للوضع السياسي مركزا على خوف المواطن من قول كلمته، وهو نفس الشأن بالنسبة للصحفي الذي أصبح يجد نفسه متابعا من قبل الجهات القضائية، وحتى النقابي الذي يسعى للدفاع عن حقوق العمال، قبل أن يفتح النار على التلفزة الوطنية التي تغلق أبوابها في وجه المعارضة ”حيث نجدها تقدم دقيقة واحدة في نشرة الثامنة لهاته الأحزاب، ولا تقوم بفتح الحصص السياسية إلا بمناسبة الانتخابات”. وبخصوص القنوات الجزائرية الخاصة قال إنها ”من ناحية القانون قنوات أجنبية ولديها مكاتب بالجزائر، حتى أن صحفييها يحملون بطاقات مراسلين صحفيين أجانب وأنها مكاتب مهددة بالغلق إذا ما تجاوزت الخطوط الحمراء”. أما فيما يخص الجيل الثالث للهاتف النقال فاعتر بيطاطاش أن ذلك ”مجرد استهزاء بنا، لأن الدول الأخرى دخلت في تكنولوجيا الجيل الرابع ونحن لا نزال ننتظر هذه التكنولوجيا”. وانتقل الأمين الأول للأفافاس لشرح لوائح المؤتمر الخامس الذي قال عنه ”جاء من أجل الوصول إلى إجماع للشعب الجزائري، وهذا الإجماع هو الذي ننادي به هو إجماع من أجل حقوق الإنسان والحريات. وليس من أجل الانتخابات والتشريعيات”. محذرا من أن ”الجزائر مهددة اليوم وأن جميع دول الجوار غير مستقرة لذلك هي ليست بمنأى عن الاضطرابات في المنطقة. هذه الأوضاع تخيفنا بالنظر لعدم بعد الجزائر عن هذه الأحداث”. معتبرا أن ”الاستقرار الوطني اليوم عامل مهم ونرفض ركوب أمواج هذه الاضطرابات”. وقال إن نضال الحزب هو من أجل تغيير سلمي للنظام ومحاربة الممارسات وليس الأشخاص.