صنفت هيئات الموثقين في فرنسا الجزائريين ضمن أهم الجنسيات الأجنبية التي تقوم بشراء عقارات وسكنات في العديد من المناطق والمدن الفرنسية، بما فيها باريس وضواحيها، وتراوحت نسبة المقتنين الحاملين للجنسية الجزائرية للعقار من مجموع الجنسيات الأجنبية حسب المناطق ما بين 6 إلى 13%. ورغم وجود نسبة من هؤلاء الحاملين للجنسية الجزائرية من المقيمين في التراب الفرنسي، فإن شريحة كبيرة أيضا تعتبر من غير المقيمين بطريقة مباشرة، أي أنها لا تعيش بصورة دائمة في فرنسا. وتظل فرنسا من الوجهات المفضّلة لاقتناء السكنات من قبل الجزائريين، حيث تركزت حول منطقة “باريس إيل دو فرانس” و“بوتيت كورون” و“غراند كورون”. واستنادا إلى التقرير الصادر عن هيئة الموثقين الفرنسيين لناحية “باريس إيل دو فرانس” مثلا، فإن نسبة عمليات شراء السكنات من قبل الأجانب والحاملين لجنسيات أجنبية في العديد من المناطق الفرنسية عرفت ارتفاعا بعد 2010، بعد أن انخفضت مستوياتها قبل ذلك، حيث زادت بنسبة 7.1% بمقاطعة “غراند كورون” الواقعة بمنطقة “نورماندي العليا” بشمال فرنسا، وتضم عدة مدن مثل مولان وإيفري وفرساي. وجاء البرتغاليون في المرتبة الأولى من حيث شراء السكنات ب32%، ثم الجزائريون بنسبة 10%، ثم المغاربة ب7%. وفي سياق متصل، سجلت زيادة محسوسة لدى الأجانب لشراء سكنات خلال السنوات الثلاث الماضية في باريس وضواحيها، لاسيما السنة الحالية، وإذا كان الإيطاليون قد مثلوا 21% من نسبة الأجانب الذين اقتنوا سكنات هناك، فإن الصينيين بدؤوا أيضا يهتمون بشراء العقار والسكن في العاصمة الفرنسية التي تستهوي هؤلاء كثيرا ومثلوا 7% من عمليات الشراء، ليأتي الجزائريون بعدهم مباشرة بنسبة 6%، حيث تظل باريس وضواحيها من المناطق المفضلة لديهم لشراء عقارات وسكنات، لاسيما مع تسجيل تقلبات هامة في أسعار العقار والسكن خلال السنوات الثلاث الماضية. وبالنسبة لمنطقة بوتيت كورون التي تضم السان العليا وآن سانت دونيس وفال دو مارن، والتي تضم مدن نانتير وكريتاي وبوبينني، فإن الجزائريين مثلوا 13% من نسبة الأجانب الذين اقتنوا سكنات هناك، فيما بلغت نسبتهم 11% في إيل دو فرانس. ورغم تسجيل اهتمام الجزائريين باقتناء سكنات في دول مثل إسبانيا لانخفاض أسعار العقار، إلا أن فرنسا تظل وجهة أساسية مفضلة خلال السنوات العشرين الماضية، حيث تظل شريحة من الميسورين تفضل الإقامة فيها بالنظر لمزاياها الجبائية مقارنة بالكثير من البلدان الأوروبية، ولكن أيضا لسهولة اقتناء السكنات بها من الناحية الإجرائية، ويبقى انتشار الأجانب ومنهم الجزائريون متفاوتا، فهناك شريحة “محظوظة” تختار الإقامة في المناطق الغربية الباريسية المعروفة بكونها من أغلى المناطق على غرار الدوائر السادسة والسابعة والثامنة والسادسة عشر، كما يتوزع آخرون على الدوائر التقليدية المعروفة لذوي الدخل المتوسط مثل الدوائر 10 و18 و19 و20.