أحدثت الخرجة الأخيرة لحكومة عبد المالك سلال لعدم إطلاق خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال، في الفاتح من ديسمبر، حالة من الطوارئ والسخرية الفايسبوكية، التي فاقت فيها لغة الناشطين مائة صورة وآلاف التعليقات، على مختلف الصفحات الشخصية والعامة، والتي صاحبتها سخرية وأسئلة كثيرة عن هذا التأخير في كل مرة. ككل مرة يتفاعل فيها الفايسبوكيون مع "الإنجازات والمشاريع الكبرى لحكومة سلال" فعلوا هذه المرة، وبين التهكم والسخرية والاستغراب والتحدي، ارتسمت على صفحات الجزائريين، طيلة أسبوع كاملة، تعليقات وصور وفيديوهات تتساءل عن محتوى ومضمون قرارات حكومة الوزير الأول، عبد المالك سلال، وخاصة وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام، زهرة دردوري. وكتب عدد من الناشطين، وهم يرفقون تعليقاتهم بصورة للوزير الأول، وهي ترصد العبارة التي ردّدها في عدة مناسبات خصوصا في تيزي وزو وتمنراست باقتباس منهم بقوله: "قلنا الفاتح من ديسمبر تبدا الجيل الثالث، سبحان اللّه تعرفونا كذابين؟ أحنا كذاذيب ماشي كذابين". وكتب محمد معلّقا "متزيدوش تهدرو علي "3جي" بهدلتونا"، وقال آخر "جيل الثالث عندنا 10 سنين وحنا نستناو فيه". ومنها أيضا "يكفينا مسخرة، فالشعب ملّ الانتظار وكأننا بصدد الإعداد لإطلاق مكوك فضائي أو قنبلة نووية". وقال آخر "الصومال لديها الجيل الثالث، ونحن بكل البترول والغاز والشمس والخيرات ولا زلنا في قاعة الانتظار، واللّه عيب". ورصدت صفحات عدة الصورة الكاريكاتيرية نفسها، لكنها واقعية وحدثت بالفعل مع الوزير الأول، ولم تكن أبدا من نسج الخيال، حيث "يضحك رؤساء على وضع الجزائر، التي لم تستطع إيجاد حلّ لإطلاق الجيل الثالث في موعد محدد، وتأخيره إلى منتصف الشهر الجاري، بعد عدة تصريحات متناقضة". "جيل خامس"؟ وارتفع سقف التعليقات والمشاركة بالصور نفسها، التي تحرّكت معها أنامل الفايسبوكيين من خلال الفوتوشوب، وحوّلوا فضيحة الجيل الثالث إلى مادة دسمة لإبداعاتهم ورصد الأخبار العاجلة والساخرة من تصريحات المسؤولين حول هذا الأخير، الذي حطّم الرقم القياسي في التعليقات خصوصا تناقل صورة الوزيرة دردوري؟ وطرح البعض سؤالا جوهريا استنبطوه من وحي المسخرة، قائلين "إذا كان الجيل الثالث استغرق كل هذا الوقت فمتى نصل إلى الجيل الخامس؟"، واختلفت الإجابات بين عدة شخصيات، حيث يجمع هؤلاء على أن الأمر مرتبط بالرئاسيات وأن المسألة "سياسية"، كما أن "العهدة الرابعة هي السبب". واعتبر الكثيرون بأن "سخرية القدر" هي من جعلت عبد المالك سلال يتلاعب بمصير ملايين الراغبين في الاشتراك في خدمة الجيل الثالث كباقي سكان المعمورة، وأن يلقي المسؤولون خطابات شعبوية لم تصل إلى مستوى شعبوية أي مسؤول آخر تحدث عن اقتراب موعد إطلاق خدمة الجيل الثالث.