يفتتح متحف "سميث سونياس ناشيونال إير آند سبيس" بواشنطن في الولاياتالمتحدة يوم أمس الخميس 9 يناير/كانون الأول، معرضاً يضم 50 صورة جديدة من أفضل الصور التي التقطت بواسطة مسباري "سبيريت" و"أوبورتيونيتي" اللذين يستكشفان الكوكب الأحمر منذ عشر سنوات. ومنذ هبوط المركبتين على سطح المريخ في يناير/كانون الثاني عام 2004 ، وهما ترسلان مئات الآلاف من الصور المذهلة لسطح الكوكب، وقد التقط المسبار "أوبورتيونيتي" صورا لمجموعات من الأجسام الكروية الصغيرة تشبه عناقيد العنب بالقرب من موقع هبوطه عند الحفرة التي تسمى "ايجل"، وقامت المركبة بتحليل تركيب الكريات الصغيرة عن طريق جهاز مقياس الطيف الضوئي، وتعتبر هذه الأجسام أول الدلائل على وجود الماء على سطح الكوكب. وافترضت نظريات سابقة أنها تكونت بتفاعلات كيميائية لا علاقة للحياة البيولوجية فيها، إلا أن أبحاثا حديثة كشفت عن أدلة واضحة لتدخل الميكروبات بصورة أساسية في تكوينها، وهذا لا يعد دليلا على وجود الماء على سطح الكوكب في الماضي فقط، بل يشير أيضا إلى حياة بيولوجية ميكروبية سابقة. المعرض الذي يُفتتح تحت اسم (عشر سنوات لمسباري "سبيريت" و"أوبورتيونيتي" على المريخ)، يضم أيضا مجموعات من الصور الرائعة التي التقطت لكثير من الحفر والتلال والكثبان وسحب التراب والنيازك والتكوينات الصخرية لسطح الكوكب الأحمر، كما توجد صورة متميزة لمشهد غروب الشمس على سطح الكوكب.وكانت إحدى عجلات المسبار "سبيريت" قد تعطلت بعد 800 يوم من هبوطه على المريخ، مما اضطر فريق المهندسين الذي يعمل على توجيهه إلى قيادته بطريقة عكسية إلى الخلف، وتسبب ذلك بحفر خندق بالمصادفة ظهرت فيه مادة بيضاء تشبه الثلج، وبتحليل الصور تبيّن أنها تشبه في تركيبها مادة السيليكا التي توجد عادة في الينابيع الساخنة، وهذه تعتبر من البيئات الصالحة لسكن الكائنات البيولوجية. ووجدت المركبتان أيضا صخورا رسوبية تتكون من ملح الكبريتات، مما يعزز فرضية وجود الماء في فترات سابقة. ويقول جيم غرين مدير قسم علوم الكواكب في وكالة ناسا إن ما قامت بها المركبتان يعتبر بمثابة خطوة عملاقة للتعرف على الكوكب قبل البدء بإرسال البشر إليه. يذكر أن مركبة "كيريوسيتي" أيضا تستكشف الكوكب الأحمر، وتنوي ناسا إرسال المزيد من المركبات إليه قبل هبوط الإنسان على سطحه.