يراهن سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد الذي عرض برنامجه الانتخابي للرئاسيات بالعاصمة أمس، على عدم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة قبل أيام قليلة من استدعاء الهيئة الناخبة. لكن مع ذلك يتمسك بموقفه القاضي بالانسحاب من السباق ”في حالة مفاجأتنا بترشح الرئيس، لأن ذلك يعني أن بوتفليقة تلقى كل الضمانات بالفوز وبنتيجة تفوق 90%”. وقدم جيلالي سفيان برنامجه الانتخابي بطريقة جديدة تمثلت في عرض فيديو مع تقديم شرح مفصل لمختلف محاوره. ورغم قناعة المرشح ب ”انهيار حلم العهدة الرابعة بشكل شبه كلي”، فإنه تأسف لاستمرار غموض الساحة السياسية وعدم إعلان كل المترشحين المفترضين موقفهم الرسمي من هذا الموعد الانتخابي. وأرجع جيلالي سفيان ذلك لكون ”بوتفليقة جعل من الجزائر رهينة”، معتبرا هذا الوضع ”غير معقول”. ومن بين الملفات الراهنة التي تحدث عنها بالمناسبة، أحداث غرداية التي تأسف بشأنها ل ”غياب دور الدولة”، مستغربا ”كيف يمكن أن نطالب مجتمعا منظما مثل المجتمع الميزابي أن يتخلى عن مؤسساته التقليدية التي تضمن له الأمن ليتوجه إلى الفوضى”. كما تطرق لأزمة السكن التي أرجعها بالدرجة الأولى إلى غياب الإرادة السياسية لحلها أكثر من أي مشكل تقني، وربط أزمة السكن بالتفكير الريعي الذي يسيطر على الاقتصاد الوطني كلية، وغياب الإرادة السياسية هو الذي حال دون تفعيل البطاقية الوطنية للسكن أو ”السجل الوطني للأملاك العقارية” كما سماه جيلالي سفيان في برنامجه، لأن ”المستفيد من الوضع الحالي هم أعضاء الحكومة وحاشيتهم، ولأن السكنات لا يمكن استيرادها في حاويات، فلا يمكن حل هذه الأزمة. لكن المتحدث استدرك قائلا إن الحكومة استوردت شاليات بملايير الدولارات باسم مشاريع ”أونساج”، حتى وإن سلم جيلالي سفيان بأن حل أزمة السكن غير ممكن في سنة أو سنتين. كما توقف جيلالي سفيان عند الغاز الصخري الذي دعا لتأجيل استغلاله، وتحدث أيضا عن الأوضاع الخارجية المحيطة بالجزائر، وعاد إلى الأزمة الأمنية التي عاشتها بلادنا وواجهتها دون مساعدة أي دولة. ولدى حديثه عن قيم الدولة اعتبر أن فترة حكم بوتفليقة ”افتقدت أخلاقيات تسيير شؤون البلاد”، وضرب أمثلة عن ذلك ب ”التلاعب بالدستور” والدعوة لعهدة رابعة حاليا، واعتبر في هذا الإطار من يقول إن الدستور يعطي بوتفليقة حق الترشح مخطئ لأن الدستور الأصلي يحدد عدد العهدات الرئاسية باثنتين، وما فعله بوتفليقة بخصوص العهدات الرئاسية أنه عدل الدستور وجعل من البترول ثروة شخصية، ثم يتحدث بعد ذلك باسم الدستور. واعتبر جيلالي سفيان ترشحه للموعد الرئاسي المقبل ”مساعدة للسيرك الحالي (أنصار بوتفليقة) على الرحيل دون خسائر”. ويقترح جيلالي سفيان حلولا لمختلف القطاعات الاقتصادية تتمحور أساسا حول التكوين والاستثمار التكنولوجي وترشيد النفقات، ودعا إلى ”ترشيد الاستهلاك المحلي للطاقة”، حيث يرى أنه من غير المعقول أن نستمر في استيراد السيارات الفاخرة في وقت يتراجع فيه إنتاجنا النفطي.