حاولنا البحث في أرشيف السينما الجزائرية، وكيف تناولت السينما قصص الغرام، لتقودنا الذاكرة مباشرة إلى الأفلام التي أنتجتها الجزائر حول قصص الحب، كالفيلم الذي شارك فيه المغني عبد الرحمان جلطي، وبعض اللقطات التي قدّمها مخرجون جزائريون في أفلامهم والتي تعكس حكايات العشق في الجزائر. ارتبطت قصص الغرام في السينما الجزائرية بالكوميديا”، وظلت السينما الجزائرية المتخمة بحكايات الثورة توصف بأنها محافظة، كما نتذكر جميعا فيلم ”الطاكسي المخفي” الذي تم إنتاجه عام 1989، ووقع الجملة الشهيرة في الفيلم ”زواج يما الكبيرة مع عمر الشريف”، وفيلم ”عمر ڤتلاتو الرجلة” للمخرج مرزاق علواش الذي يعرّج في الفيلم إلى أحد مشاهد ”المغازلة”. وتعتبر أفلام المخرج، اليوم، الأكثر جرأة في تناول القصص الغرامية، وهو ما يعكسه في ”نورمال”. وإذا أردنا البحث عن قصة ”حب رومانسية” في السينما الجزائرية، فلن نجد الكثير، فحتى فيلم ”أغنية الأمل” للمخرج جمال فزاز بطولة المطرب عبد الرحمان جلطي سنة 1993، والذي كان موجها من أجل بعث روح الحب في الجزائر التي كانت تئن تحت وطأة الإرهاب، ولكنها لم تصل إلى مستوى جرأة الأفلام العربية التي نلاحظ أنها هي الأخرى بدأت في السنوات الأخيرة ”تشح” فيها أفلام ”الزمن الجميل”، لم نلاحظ مؤخرا لا على شاشات السينما الجزائرية أو العربية حكاية ”رومانسية” كالتي جاء بها الفيلم العربي ”الوسادة الخالية” الذي أخرجته السينما المصرية قبل نحو 60 عاما، ويحكي قصة العاشق ويرتطم بالحب على صخرة عاتية قبل أن يتحطم. من ”قيس وليلى” إلى ”فبراير الأسود” فيلم ”قيس وليلى” الذي يحكي أسطورة رومانسية عربية وقصة حب جمعت قيس بن الملوح وليلى العامرية، قبل أن أكثر من 1500 عام، لم تعد لها وجود في السينما العربية أمام ما يعرف ب«الربيع العربي”، حيث اتجه العديد من المخرجين منذ سنة 2011 إلى إنتاج أفلام عن ”الثورات العربية”، كما هو شأن فيلم ”بعد الموقعة” الذي يسرد حكايات الناشطات السياسيات في مصر عند ”موقعة الجمل”، وفيلم ”فرش وغطا”، وفيلم ”فبراير الأسود”، أو باتت تركز على مواضيع ”الثروة” و«حب المال”، كما يسرد فيلم ”لمح البصر” بطولة حسين فهمي، وفيلم ”المصلحة” الذي يتوغل في عالم تجار المخدرات في مصر، بينما قرّرت السينما الجزائرية العربية التوقف عن موضوع ”تمجيد الثورة الجزائرية”. ونلاحظ كيف أن السينما العربية بدأت تتجه بها أفلام ”الزمن الجميل” وقصص”عنتر وعبلة” إلى الابتذال في التهريج أحيانا كثيرة، وحتى ”الإباحية”، كلما تعلق الأمر بحكاية عاطفية، فمعظم الأفلام التي أنتجت في القرن العشرين لم ”تمجد الحب” بقدر ما ”أدانته” وركزت على مشاهده ”الجنسية”، على غرار ما تقدمه السينما المصرية، مؤخرا، من أفلام بعناوين مختلفة ك«لحظة أنوثة” و«البرنسيسة”.