عادت الاشتباكات مجددا بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وعناصر الشرطة، في مشاهد متكررة بطلها زجاجات المولوتوف الحارقة وقنابل الغاز المسيل للدموع، وضحيتها عشرات المتظاهرين الذين أصيبوا بسبب الاختناق، جراء قنابل الغاز الكثيفة التي ألقتها قوات الأمن عليهم. واختارت الجماعة ”الطلبة طليعة الثورة”، شعارا لأسبوع احتجاجي جديد، تؤكد من خلاله رفضها لما قالت إنه حكم العسكر، والمطالبة بعودة الشرعية والقصاص العادل للشهداء، ومحاكمة رموز النظام الحالي في مقتل زملائهم أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة شهر أوت الماضي. ونشبت اشتباكات عنيفة في شارع الهرم الحيوية بمحافظة الجيزة، بين أهالي المنطقة والعشرات من أنصار جماعة الإخوان الذين خرجوا في مسيرات متفرقة مباشرة بعد رفع شعائر الجمعة، إثر ترديدهم هتافات مناوئة للجيش والشرطة، حاملين صورا لمرسي والمعتقلين من الإخوان والجماعة الإسلامية، ملوحين بعلامة رابعة العدوية ”رمز الصمود”, ما أثار غضب الأهالي الذين واجهوهم بصور وزير الدفاع، المشير عبد الفتاح السيسي، ورددوا هتافات داعمة له وتدعوه للترشح للرئاسيات وإنقاذ مصر مما وصفوه ”إرهاب الإخوان”، لتندلع مناوشات عنيفة بين الطرفين بقارورات المياه وزجاجات المولوتوف الحارقة والألعاب النارية، ما استدعى تدخل قوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفرقتهم، ففر الإخوان إلى الشوارع الجانبية مستكملين وقفاتهم الاحتجاجية متوعدين بالقصاص العادل لضحاياهم، وظلت عناصر الشرطة تلاحقهم، ما أسفر عن سقوط عشرات المصابين، وقام بعض المتظاهرين من الإخوان بحرق سيارات تابعة للشرطة. وكانت الأجواء نفسها عاشتها العديد من الشوارع الجانبية والرئيسية بمحافظات الجيزةوالقاهرة والدقهلية والإسكندرية والأقصر. أما قضائيا، فتستأنف، اليوم، محكمة جنايات شمال القاهرة، جلسات محاكمة الرئيس المعزول، محمد مرسي، و130 آخرين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس وحزب الله اللبناني، في قضية اقتحام السجون خلال أحداث ثورة 25 جانفي 2011 المعروفة إعلاميا ب”قضية الهروب من سجن وادي النطرون”، وقالت هيئة الدفاع عن المتهمين إنها ستدفع ببطلان إجراءات المحاكمة والمطالبة بإزالة القفص الزجاجي العازل للصوت.