يزداد عدد ضحايا حوادث الطرق يوما بعد يوم، وما ينجم عنها من أضرار وإعاقات ووفيات. لم ننجح في التحكم في هذه الآفة المدمرة، رغم كل التدابير والقوانين والإجراءات غير المنتهية التي اتخذت في شأنها من أجل التقليل منها ووقف تزايدها وتفادي فاجعتها. أغلب أسباب حوادث الطرق التي نشاهدها يوميا هو السائق، وهذا يعود لعوامل عدة، أهمها عدم احترام قوانين المرور والإفراط في السرعة، ثم صلاحية الطرق ونوعية السيارة وحتى بطاقات السياقة وطريقة الحصول عليها... إلخ. يتعرّض الشخص أثناء حادث مرور إلى أضرار متباينة ومتفاوتة الخطورة، أولها الأضرار الناجمة عن الصدمة المباشرة بالسيارة أو الشاحنة أو غيرها من وسائل النقل، والتي تتمثل في الجروح، الكسور، الانغراز، السحق وغيرها على مختلف جهات الجسم: الرأس، الوجه، الصدر، البطن، الأطراف، حيث تصاب هذه المناطق بأضرار متعددة كالتمزق والكدم والخلع والتمدد... إلخ التي قد تصيب عضوا معيّنا من الجسم، كالمخ مثلا أو الكبد أو الطحال أو عدّة أعضاء في وقت واحد، ما يجعل المصاب يعاني من تعدّد الجروح كلما كانت الصدمة أقوى كلما كانت الأضرار أخطر، وكل منطقة من جسم الإنسان لها نقطة ضعف كالعمود الفقري الذي قد يتعرّض لخلع أو كسر فقرة أو عدة فقرات، الأمر الذي غالبا ما يسبّب تضرر النخاع الشوكي الذي قد يؤدي إلى الشلل أو الموت. أكثر الفقرات التي تمس هي الفقرة العنقية السادسة أو الوركية الرابعة، كما يمثل الكسر المتعدد عقبة يصعب علاجها والشفاء منها، أو انغراز الضلع في الرئة أو تمزق عضلة أو عضو كالطحال أو الكلية أو الكبد الذي يعرّض حياة الشخص للموت أو قد يتطلب استئصال العضو بكامله. السائق بحاجة إلى التحلي بالمسؤولية عندما يمتطي سيارته، والتركيز في السياقة وعدم الخوض في متاهات أو التفكير في مشاكله أو الكلام في الهاتف وغيرها، وعدم الإفراط في السرعة ثم السهر على صلاحية السيارة ومراجعة العجلات وعدم السياقة أبدا في حالة مرض أو عياء أو سماع نبأ مؤثر، كما يجب دائما الاستراحة عدّة مرات بضع دقائق أثناء القيام بسفر لمسافات طويلة... دون أن ننسى الممنوعات، كالسياقة بعد تناول منوم أو مخدر أو كحول...