تقترح علينا الطبعة 50 لنهائيات كأس الجزائر المزمع إجراؤها في الفاتح ماي المقبل مواجهة مثيرة بين فريقين عريقين هما مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، في "كلاسيكو" سيفي بكل تأكيد بوعوده نظرا لرغبة العميد والكناري في الفوز بهذه الكأس لإنقاذ موسمهما، بعد خروجهما من سباق اللقب. نار الفتنة التي نشبت بين المولودية والشبيبة بفعل الاتهامات المتبادلة بين رئيس الشبيبة محند شريف حناشي والمناجير العام للمولودية كمال قاسي السعيد، سيكون لها وزن في نهائي الكأس، حيث سيحاول كل طرف إخمادها بطريقته الخاصة، وهو ما تجلى في المحفزات المالية الخيالية التي وعدت بها الإدارتان في حالة التتويج بالكأس، إذ وعدت المولودية لاعبيها بمنحة تصل إلى 150 مليون سنتيم في حالة كسب السابعة، وهو نفس المبلغ الذي وعدت به الشبيبة لاعبيها في حال الظفر بالسادسة. نهائي الفاتح من ماي القادم سيكون أيضا فرصة للمولودية لطي صفحة ”المهزلة” التي حدثت في نهائي الطبعة الفارطة، حين رفض الطاقم الإداري والفني واللاعبين الصعود إلى منصة التتويج بعد الخسارة أمام الجار اتحاد العاصمة، وما انجر عنها من عقوبات ”قاسية” في حق الرباعي عمر غريب وجمال مناد وفوزي شاوشي ورضا بابوش. وبالنظر إلى تاريخ المواجهات بين الفريقين في منافسة الكأس (التقيا 5 مرات، مالت فيها الكفة لصالح العميد ب4 انتصارات، مقابل تأهل وحيد للشبيبة)، فإن النهائي ال50 في تاريخ الكرة الجزائرية سيكون مثيرا وثأريا بين فريقين عريقين لن يقبل أنصارهما بغير حمل الكأس، وهي الرسالة التي فهمها مدرب العميد فؤاد بوعلي ونظيره من الكناري عز الدين آيت جودي، بدليل مباشرتهما التحضيرات مبكرا من خلال برمجة تربصات لتحضير اللاعبين معنويا وبدنيا وتكتيكيا للنهائي الذي سيلعب هذه المرة فوق أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وهو الملعب الذي لن يتسع لمناصري الفريقين اللذين يملكان قاعدة شعبية كبيرة. وجها لوجه مهاجم مولودية الجزائر مصطفى جاليت ل ”الخبر” ”النهائي أمام الشبيبة فرصة لنسيان خيبة الموسم الماضي” بدا مهاجم فريق مولودية الجزائر مصطفى جاليت واثقا من قدرة فريقه على التتويج بكأس الجمهورية على حساب فريق شبيبة القبائل في المباراة التي ينتظر أن تجمعهما يوم الفاتح ماي القادم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. وقال ابن مدينة بشار ل ”الخبر” أمس ”سعيد لبلوغنا المرحلة النهائية في سباقنا نحو الكأس، لقد كان المشوار طويلا وشاقا ولكننا استطعنا اجتياز جميع المراحل ولن نرضى في المحطة الأخيرة سوى بالفوز ورفع الكأس السابعة مع أنصارنا”، يقول جاليت الذي يرى أن الأمور ستكون مغايرة تماما في النهائي مقارنة بالمردود الذي قدمه فريقه في مواجهة البطولة بملعب تيزي وزو ضد الشبيبة، ”سنواجه شبيبة القبائل في ظروف مغايرة للتي عشناها في لقاء البطولة، وكل لاعب سيدخل النهائي بشحنة كبيرة من أجل معانقة الكأس، ولا يحتاج إلى تحضير نفسي، وأظن أن مثل هذه المواجهات النهائية تلعب على جزئيات بسيطة”، مستشهدا بالسيناريو الذي عاشه مع الفريق في نهائي الموسم الماضي ضد اتحاد العاصمة. واعتبر هداف البطولة الوطنية الموسم المنصرم أن الفرصة مواتية لفريقه من أجل تدارك ما ضاع منهم في الطبعة السابقة وإعادة الفرحة لأنصارهم، لكنه اعترف بالمقابل بصعوبة المأمورية أمام فريق لديه الخبرة في مثل هذه المنافسات ويملك تشكيلة قوية على حد تعبيره. وفي سؤال حول التراجع الرهيب الذي سجله خط هجوم المولودية، اعترف جاليت بأنه لم يظهر بكامل مستواه في المواجهات الأخيرة، مشيرا إلى مرحلة الفراغ التي عانى منها، لكنه أعطى موعدا لأنصار العميد في النهائي من أجل تسجيل بصماته حيث قال ”يفصلنا أكثر من شهر عن النهائي، وهو وقت كافٍ من أجل التحضير الجدي وتدارك جميع النقائص، وسأعمل جاهدا مع رفاقي قصد تسجيل حضوري القوي ولم لا المساهمة في تتويج فريقي بالكأس السابعة”، يقول جاليت الذي اعتبر توقف البطولة وبرمجة تربص في تلمسان سيخدم فريقه كثيرا لتدارك النقائص وتسجيل انطلاقة جديدة في البطولة يوم 19 أفريل القادم، مؤكدا أن فريقه لم يضيع كامل حظوظه في احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في البطولة، على حد قوله. حارس شبيبة القبائل مليك عسلة ل”الخبر” ”خلافات المسيرين يجب أن لا تنعكس على النهائي” دعا حارس شبيبة القبائل مليك عسلة لنبذ العنف والتصريحات النارية على مقربة من المباراة النهائية بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، مهونا من تأثيرا الحرب الكلامية التي اشتعلت بين مسؤولي الفريقين بعد لقاء البطولة الأخير. وقال عسلة في تصريح ل”الخبر” أمس ”الخلافات بين المسيرين لا ينبغي أن تمتد للاعبين وبالخصوص للأنصار، فالعلاقة بين المولودية والشبيبة كانت دائما أخوية وعلينا أن نقدم صورة جيدة لها في مباراة النهائي وتقديم أداء يليق بقيمة ومستوى وعراقة الفريقين”. وكشف عسلة بأنه لم يتابع مباراة نصف النهائي الثاني التي جمعت أول أمس مولودية الجزائر وشبيبة الشراقة، مبررا ذلك بانشغالات شخصية، مضيفا ”لسنا بحاجة لمتابعة مولودية الجزائر فهي بالنسبة لنا كتاب مفتوح، نعرف جيدا طريقة لعبها كما يعرفون هم طريقة لعبنا، المهم أن المنطق احترم في تلك المباراة والمولودية تأهلت، وأعتقد أن ذلك أفضل من الناحية الفنية ومن ناحية الإقبال والاهتمام الجماهيري بالنسبة لمباراة النهائي”. وفي تحليله للمنافس، أكد الحارس السابق لنصر حسين داي أن الخطر سيأتي بالأساس من الكرات الثابثة للظهيرين حشود وزغدان، داعيا زملاءه لتوخي الحذر وتفادي ارتكاب الأخطاء على مقربة من مرمى الشبيبة، مضيفا ”نقطة قوة المولودية هي الكرات الثابثة لحشود وزغدان أيضا، وعليه يحب أن يعمل زملائي على تفادي الأخطاء القريبة من مرمانا، لكن سنكون سواء لعبت أنا أو مازاري أو عمارة جاهزين للتصدي لها”. وتوقع عسلة مباراة صعبة أمام العميد الذي يحتفظ أمامه بذكريات جميلة وأخرى سيئة، قائلا ”لدي ذكريات كثيرة أمام المولودية، منها ما لا أريد تذكره مثلما حدث الموسم الماضي عندما بسطت سيطرتها أمامنا، وأخرى أفضل كما هو الحال في الموسم الحالي، لكني شخصيا أحبذ هذا النوع من المباريات وأسعد بمواجهة فريق بشعبية مولودية الجزائر”. وعاد عسلة في الأخير للحديث عن عقوبة لجنة الانضباط، وجدد اعتذاره عما بدر منه في بجاية بمناسبة مواجهة الشبيبة المحلية، علما أنه استنفد العقوبة كليا بعد غيابه عن المباراة الرابعة التي كانت برسم الدور نصف النهائي أمام عين فكرون، قائلا ”أجدد اعتذاري عما حدث في بجاية، ليس من طبيعتي التصرف بتلك الطريقة، الغياب عن الفريق لأربع مباريات كاملة أثر في كثيرا، حيث تابعت مباريات الفريق على الأعصاب.. طويت الصفحة وحاليا أنا جاهز لاستئناف المنافسة”.