نفت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف تصريحات كييف حول وجود ”عملاء روس” في جنوب شرق أوكرانيا، إذ اعتبر أن ”هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة”، وجاء الموقف الروسي على تصريحات أندريه ديشيتسيا القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني أمس، والذي دعا موسكو إلى وقف ما أسماه ”الأعمال الاستفزازية” من طرف عملاء روسيا في الشرق. تأتي هذه التطورات على خلفية الأزمة بين موسكو وكييف، إذ رفضت روسيا تهديدات السلطات الأوكرانية باستخدام القوة في المناطق الشرقية الناطقة بالروسية، في الوقت الذي استولى مجهولون على مركزي شرطة أمس في مدينة سلافيانسك ذات الأغلبية الناطقة بالروسية شرق أوكرانيا، وفقا لما أكدته التقارير الواردة من شرق أوكرانيا، فيما أعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسن أفاكوف عن إرسال قوات خاصة لإخراج الانفصاليين من المباني الحكومية التي يسيطرون عليها. وكانت مجموعات انفصالية اقتحمن بناية تابعة للمخابرات في نفس المدينة، حسب مصادر أمنية أوكرانية، فيما سجل غياب كامل للشرطة أمام البنايات الحكومية حسبما نقلت الوكالات عن شهود عيان. جاءت هذه التطورات في اليوم الموالي لزيارة الوزير الأول للحكومة الانتقالية أرسيني يانتسنيوك إلى شرق أوكرانيا في محاولة لتهدئة الأعصاب واستعادة الاستقرار، على خلفية قيام مجموعات انفصالية باقتحام مبانٍ حكومية تحت تهديد السلاح والمطالبة بإجراء استفتاء حول الانضمام إلى روسيا، مثلما حدث في شبه جزيرة القرم. وتعهد يانتسنيوك في كلمة مقتضبة في دانتسك بعدم المساس باللغات غير الأوكرانية، وقد نشبت حركة التمرد في شرق وجنوبأوكرانيا بعد مصادقة البرلمان الأوكراني في 23 فبراير على قانون يحذف حق حماية اللغة الروسية كلغة إقليمية في المنطقة. فكانت القطرة التي أفاضت الكأس وفتحت الشهية للأوكرانيين الناطقين بالروسية والذين يشكلون الأغلبية في المنطقة دومباس المنجمية في شرق البلاد. فخرج الآلاف من المحتجين في الفاتح مارس إلى ساحة لينين مطالبين بعدم الاعتراف بالبرلمان الأوكراني وقراراته.