شهدت العملية الانتخابية ببعض ولايات الوسط والجنوب، أمس، تواجدا أمنيا مكثفا وإقبالا محتشما على صناديق الاقتراع. وفيما أشارت تقارير مراسلينا إلى أن سير العملية عرف في معظم المناطق هدوءا حذرا، أوضحت من جهة أخرى أن الإقبال صباحا ميزه توافد المسنين. غرداية نسبة ضعيفة والسلطة تنجح في تأمين الانتخابات لم تتعد نسبة المشاركة في الانتخابات، أمس، بغرداية، على الساعة الثانية بعد الظهر، 26 بالمائة، وهذا أقل رقم تم تسجيله في كل المواعيد الانتخابية بولاية غرداية. ويعود سبب التراجع الكبير في نسب المشاركة إلى المخاوف الأمنية التي سيطرت على السكان في بلديات غرداية وبنورة وبريان، حيث يوجد 60 بالمائة تقريبا من مجموع الهيئة الناخبة على المستوى الولائي. ورغم نجاح قوات الأمن في السيطرة على الأوضاع في غرداية وفرض الأمن في يوم الاقتراع، إلا أن إقبال الناخبين لم يكن بالمستوى المطلوب، حيث غابت الطوابير في أغلب المراكز، بل إن بعض المراكز كانت خاوية تماما في إحدى ساعات الذروة على الساعة التاسعة صباحا، وهذا رغم الدعوات الموجهة من أعيان غرداية من العرب والميزابيين للمشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية، حيث أصدرت لجان الأعيان في غرداية عدة بيانات تؤكد على ضرورة المشاركة بقوة في الرئاسيات. كما سجلت العديد من مكاتب الانتخاب في غرداية غيابا كبيرا ولافتا لمراقبي الانتخابات الرئاسية التابعين لمنافسي الرئيس بوتفليقة، والسبب هو المخاوف من التعرض للاعتداء خاصة في المراكز الانتخابية التي تقع في مناطق التماس التي شهدت أعمال عنف شديدة. غرداية: محمد بن أحمد البليدة بلعيد وبن فليس الضحايا الأكثر استهدافا أبدى ممثلون عن حزب جبهة المستقبل والمترشح الحر علي بن فليس تظلمات واحتجاجات لوقوع ما اعتبروه ”تجاوزا” في حقهم صبيحة الاقتراع بالبليدة. وتمثّل تظلم أنصار بلعيد عبد العزيز في اختفاء أوراق التصويت لصالحه من أحد المكاتب ببني مراد وتعويضها بأوراق التصويت لصالح موسى تواتي، حيث تدخل ممثل لجنة المراقبة والإشراف ليقرر غلق المكتب والتحري في الأمر. وفي الأحياء العتيقة بأولاد سلامة، اختفت، ساعة قبل فتح المكاتب، صور وملصقات علي بن فليس من الأماكن العامة، على عكس بقية المرشحين للرئاسيات. أما في موزاية فقد انتقد أنصار مرشحين تعليق صور المرشح الحر بوتفليقة على جدران أحد مكاتب الاقتراع، وهو ما اعتبروه تجاوزا. وفي الشبلي استيقظ سكان المدينة على صور مناشير بالأمازيغية، دعا فيها أصحابها إلى التصويت ونبذ العنف والتخريب، وانتقد أيضا أنصار مرشحين سلوك وضع أوراق مرشحة حزب العمال والمترشح بوتفليقة بكمية قليلة، واعتبار أن الأمر القصد منه لفت انتباه الناخبين إلى أوراق المرشحين. وبمدرسة علي كمّال روجت إشاعة انتخاب مواطن 3 مرات في المكتب نفسه، وهو الأمر الذي نفاه المسؤول بالمكتب ل”الخبر”. البليدة: ب. رحيم الجلفة عزوف ملحوظ عن الصناديق ❊ شهدت عملية الاقتراع بمختلف مراكز ولاية الجلفة، وعبر مختلف بلدياتها، أمس، عزوفا ملحوظا عن الصناديق، حيث كانت أغلب المكاتب بعاصمة الولاية والدوائر الكبرى مسعد، عين وسارة، البيرين والإدريسية شبه خالية من الناخبين الذين تجاوز تعدادهم ال525 ألف ناخب، موزعين على 243 مركز و978 مكتب، ليتم تسجيل نسبة أقل من 12 بالمائة في حدود الساعة الحادي عشرة صباحا، حسب تصريحات الجهات الرسمية. من جهة أخرى، غاب مراقبو وممثلو مترشحين في العديد من المكاتب، خاصة ممثلي عبد العزيز بلعيد ولويزة حنون ورباعين وموسى تواتي، فيما تم تسجيل حضور ممثلي المترشحين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس. بالمقابل، كانت فئة الشيوخ والعجائز الأكثر إقبالا على التصويت خاصة في الساعات الأولى، لتخلو المكاتب بعد منتصف النهار وتصبح خالية إلا من مؤطري الصناديق. كما عرفت عملية الانتخاب تواجد أعداد كبيرة وغير مسبوقة لقوات الأمن أمام المراكز وعبر مختلف المؤسسات العمومية والبنوك، تحسبا لأي طارئ، إضافة إلى طائرة ”هيليكوبتر” بقيت لساعات طويلة تحوم في أجواء مدينة الجلفة وبعض بلدياتها القريبة. الجلفة: طلال ضيف المسيلة حالة ترقب غير مسبوق بعاصمة الحضنة هدوء حذر وحالة من الترقب غير المسبوق، تلك التي عاشتها أمس ولاية المسيلة، منذ الصباح الباكر. وأرجع العديد من المتتبعين للشأن المحلي، أن العائلات الحضنية شدت أغلبها الرحال قبل حلول موعد الاقتراع، خلال اليومين الأخيرين، باتجاه المحال والأسواق التجارية للتزود بالمواد الغذائية والحليب وغيره، وهي حالة الشحن التي خلفتها مختلف وسائل الإعلام التي صورت يوم 17 أفريل بالنسبة للمسيليين وما بعده إلى ما يشبه الدخول في حالة حرب، وهو ما انعكس على مجريات يوم أمس، حيث عرفت مراكز التصويت بعاصمة الولاية إقبالا محتشما، إلا من بعض العجائز من كبار السن الذين ولجوا أبواب هذه الأخيرة بعد افتتاحها مباشرة، ولم يسجل أي أحداث. وما تأكد من خلال جولة استطلاعية في وسط المدينة، أن هناك نوعا من اللامبالاة في الشارع المحلي، أجمع الكثير ممن سألناهم على أن النتائج معروفة مسبقا ولا جديد يمكن ترقبه بعد تحت شمس هذه الانتخابات. المسيلة: بن حليمة البشير تيبازة إقبال محتشم صباحا وحضور مكثف للأمن شهدت أغلبية مكاتب الاقتراع بتيبازة، أمس، إقبالا محتشما للناخبين، خصوصا الفئات الشبانية والعنصر النسوي، حيث سجل المسنون حضورهم في الساعات الأولى من الصباح، قبل أن تعرف النسبة ارتفاعا على الساعة الخامسة حيث بلغت 40,88 بالمائة، وهي نسبة منخفضة مقارنة برئاسيات 2009 حيث بلغت النسبة في نفس التوقيت 54,44 بالمائة. وقد سجلت بلدية بواسماعيل أضعف نسبة مشاركة ب16,91 بالمائة، فيما عرفت نسبة سيدي سميان غربي تيبازة أعلى نسبة ب 39,10 بالمائة. ولم تسجل العملية الانتخابية إلى غاية الساعة الثالثة بعد الزوال تجاوزات تذكر، حسب مصادرنا من مختلف بلديات الولاية، حيث ساد الهدوء التام أثناء العملية، كما لوحظ حضور أمني مكثف على غير العادة بمختلف مراكز الاقتراع، حيث طوقت مختلف الأسلاك الأمنية مداخل ومحيط 206 مركز اقتراع توفر 982 مكتب انتخابي. تيبازة: ب. سليم الرايس حميدو، بولوغين وباب الوادي بالعاصمة الكهول ينقذون الموقف وعزوف للشباب قامت ”الخبر” بجولة استطلاعية عبر عدد من البلديات التابعة إداريا لدائرة باب الوادي بالعاصمة، على غرار كل من الرايس حميدو وبولوغين وباب الوادي، لرصد الأجواء وسط المواطنين والمنتخبين بمختلف مكاتب الاقتراع التي ميزها حضور قوي لعناصر الأمن والشرطة والحماية المدنية بكل المكاتب المعنية بعملية الانتخاب. ففي ببلدية الرايس حميدو وعبر مختلف المكاتب التي تضمها البلدية، على غرار كل من ابتدائية بابا عروج ب”لابوانت” وعلي عمار، كان الإقبال ضعيفا منذ الساعات الأولى. وهي نفس الأجواء التي ميزت محيط ومكاتب اقتراع بلدية بولوغين التي تضم أزيد من 50 ألف نسمة. نفس الأجواء عاشتها باب الوادي التي لاحظنا فيها أغلب المنتخبين من فئة الكهول وعددا ضعيفا جدا من الشباب الذين فضل كثيرهم الجلوس بمختلف أحياء البلدية لمراقبة سير العملية بدل المشاركة في الانتخاب، ما يوحي بأن أغلبهم قرروا عدم المشاركة أصلا أو قول كلمتهم مساء، علما أن بلدية باب الوادي تصم 23 مركزا. الجزائر: عبد الحفيظ هيبة الأغواط غياب لأغلب ممثلي المترشحين تميزت الانتخابات الرئاسية بولاية الأغواط بإقبال متوسط في الصبيحة، مقارنة بالانتخابات الفارطة، بنسبة تصويت لم تتعد 13 بالمائة، ليتزايد الإقبال في فترة الظهيرة إلى 33,49 بالمائة في الساعة الثانية زوالا، طبقا للسلوك الانتخابي الخاص بهذه الفترة الربيعية. أبرزت المعطيات الأولية للانتخابات الرئاسية بولاية الأغواط الإقبال المتوسط للمواطنين على مكاتب الاقتراع منذ الصباح، مقارنة بالانتخابات الفارطة، وتباين نسب المشاركة من مراكز إلى أخرى سواء بالمناطق الحضرية أو الريفية، مثلما كان الحال للسكان البدو الذين أقفلت مكاتبهم في يومها الأول على نسبة 24,30 بالمائة بتصويت 895 ناخب من أصل أكثر من 3 آلاف مسجل. وكشفت الجولة التي قادتنا إلى الكثير من المراكز الانتخابية عن سير الاقتراع في ظروف عادية دون أي ملاحظات تذكر، حسب القائمين عليها وممثلي لجان المراقبة، مع تسجيل غياب أغلب مراقبي المترشحين باستثناء تواجد مراقبي المترشح بوتفليقة. الأغواط: ب. وسيم بومرداس شباب غير آبه وشيوخ قلة ووسائل النقل الغائب الأكبر لوحظ في العديد من مراكز الاقتراع بولاية بومرداس غياب عنصر الشباب عن العملية الانتخابية، في حين سجل حضور جد محتشم لفئة الكهول. وعكس الطرقات الوطنية التي بدت خالية من المركبات، على غرار الطرق رقم 25 و24 و12، فقد سجلت طوابير كبيرة أمام المخابز، في منظر سرق أنظار المواطنين الذين امتلأت بهم المقاهي في كل من يسر وبومرداس وبرج منايل، في حين سجل داخل مراكز الاقتراع غياب الناخبين وسط حضور قوي لمراقبي المترشحين علي بن فليس وبوتفليقة، الذين غطوا معظم مراكز الاقتراع. واشتكى العديد من المواطنين، خصوصا سكان القرى، من غياب النقل على مستوى كل الخطوط وحتى إلى مراكز الاقتراع، حيث اعتبرت هذه الوضعية ”تقصيرا” من الجهات الوصية في توفير الخدمة خاصة في الفترة الصباحية، ولم يتم تداركها سوى بعد نحو ساعة ونصف الساعة من فتح مراكز الاقتراع. حضور محتشم للعنصر النسوي بيسر كما سجل يوم أمس ببلدية يسر غياب العنصر النسوي عن الانتخابات، مقارنة بمركز الذكور الذي سجل إقبالا معتبرا، ووقفت ”الخبر” على الأمر في مركز نايت علي رمضان الخاص بالنساء، حيث لم تكن النسوة في الموعد، وبالرغم من أن المركز مسجل فيه 2312 امرأة، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 0,25 في المائة على الساعة العاشرة صباحا. وسجلت بلدية عمال نقل مراكز الاقتراع من القرى إلى وسط البلدية بسبب الوضع الأمني المتردي الذي عاشته هذه القرى. وأعرب سكان القرى عن أسفهم لتأخر توفير النقل إلى مراكز الاقتراع إلى غاية التاسعة صباحا، واقتصرت العملية الانتخابية ببلدية عمال على ثلاثة مراكز فقط. بومرداس: زين سليم ورڤلة مدينة أشباح صباحا ونقص في المراقبين الدوليين شهدت مكاتب الاقتراع بورڤلة في الفترة الصباحية إقبالا محتشما للناخبين، حيث سجلت أعلى نسبة مشاركة خلال نفس الفترة ببلدية البرمة الحدودية الواقعة على 441 عن مقر الولاية ورڤلة، إذ بلغت 27,67 بالمائة، في حين عرفت أضعف نسبة ببلدية ورڤلة حيث وصلت إلى 3,80 بالمائة. وبدت مدينة ورڤلة، أمس، كمدينة أشباح، حيث لوحظ خلوها من الحركة، كأن الشارع المحلي غير مكترث للاستحقاق الرئاسي، بينما شهدت مراكز الاقتراع بعاصمة الواحات إجراءات أمنية مشددة، رافقتها تدابير صارمة، منها تكثيف الحواجز الأمنية عبر الطرقات وإخضاع المركبات، سيما الحافلات، للتفتيش. واللافت للانتباه في أجواء العملية بورڤلة، أمس، هو العدد القليل للمراقبين الدوليين المقدرين ب 5 فقط. وفي جولة قادتنا إلى المراكز الانتخابية الستة، بعاصمة النفط حاسي مسعود، لاحظنا عزوفا للمواطنين، حيث كانت نسبة المشاركة في حدود الساعة العاشرة صباحا 5,45 بالمائة، وهي نسبة ضعيفة جدا مقارنة بعدد المسجلين والبالغ عددهم 21 ألف مسجل في بلدية حاسي مسعود، موزعين على 44 مكتبا انتخابيا. واختلفت آراء الشارع حول المشاركة في هذه الانتخابات بين مؤيد ومعارض، حيث وصفها البعض باللاحدث، في حين فضل آخرون المقاطعة عمدا، بينما فضل جزء آخر المشاركة. ورڤلة: محمد الصغير / م. علاء الدين الوادي مقاطعون يشككون في نسبة المشاركة عرفت الانتخابات في الوادي تحضيرات أمنية مكثفة لحماية سير العملية، كما أغلقت الحدود الشرقية تحسبا لأي طارئ قد يؤثر على أمن المواطنين يوم الانتخاب. وشكك المقاطعون للانتخابات الرئاسية في النسبة الجزئية للمشاركة التي أعلنت عنها الإدارة صباحا، رغم عدم حدوث أي اختلالات أو احتكاكات بين أنصار المرشحين. وحسب المكلف بالإعلام لدى حركة ”حمس” التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات، مع تنسيقية الأحزاب المقاطعة، فإن النسبة الجزئية للمشاركة المعلن عنها صباحا مبالغ فيها، مشيرا بأن الحركة تشكك في وصول بعض البلديات إلى نسبة مشاركة مقدرة بنحو 12 بالمائة في الصباح، مثل بلديات حاسي خليفة وبلديات الشريط الحدودي، حيث لم تبلغ هذه البلديات، حسبه، في مثل التوقيت المذكور هذه النسبة في كل المواعيد الانتخابية السابقة. ولوحظ في الفترة الصباحية عبر مختلف مكاتب الاقتراع نسبة مشاركة ضئيلة، تم تبريرها من طرف الجهات المعنية بكون سكان الجنوب عادة ما يتوجهون إلى مكاتب التصويت في الفترة المسائية، حيث ينتظر، حسبهم، ارتفاع نسبة المشاركة. كما لوحظ في مكاتب الاقتراع في المداشر والقرى بأنهم لا يعرفون إلا صورة واسم الرئيس المرشح بوتفليقة، بسبب ضعف حملة المنافسين الآخرين في هذه المناطق. وفي الجهة المقابلة، أوضح أعضاء من مداومة المرشح بن فليس بأنهم سيحدثون المفاجأة، مشيرين بأن الكثير من المحسوبين على التيار الإسلامي صوتوا لصالح مرشحهم كما حدث في بلدية البياضة وغيرها. الوادي: خليفة ڤعيد