أثارت زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للجزائر، أمس، ردود فعل غاضبة، فقد احتج مواطنون وسط مدينة الوادي تنديدا بالزيارة، كما عبرت كل من "حركة مجتمع السلم" و"حركة النهضة" عن استنكارهما للزيارة وعن الاستقبال الذي حظي به "الانقلابي" كما وصفته الحركتان. نظم عدد من المواطنين في وسط مدينة الوادي، ظهر أمس، وقفة احتجاجية تنديدا بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للجزائر، والذي وصفوه بالسفاح وقاتل المصريين. وقد حمل هؤلاء لافتات كتبوا عليها ”السيسي سفاح”، ”لا لقائد الانقلاب وقاتل المصريين”. كما رددوا عبارات رافضة ومحتجة على زيارته من مثل ”السيسي غير مرحب به في أرض الشهداء”. وقد استغل هؤلاء المحتجون الفرصة ليشرحوا للمواطنين ولعابري السبيل سبب وقفتهم الاحتجاجية، موضحين لهم بأن السيسي هو من قاد الانقلاب على الشرعية الدستورية والديمقراطية في مصر وقتل الأبرياء في ميدان رابعة العدوية وشرد الأسر وأدخل الرئيس الشرعي محمد مرسي وخير أبناء مصر إلى السجون. وأكد هؤلاء في تصريحات ل«الخبر” بأن هذه الوقفة الاحتجاجية رمزية ولم تكن محضرة من قبل، وإنما جاءت على عجل عندما التقى بعض المواطنين صبيحة زيارة السيسي للجزائر، فقرروا النزول إلى الشارع للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم على زيارته للجزائر، حتى لا يكتب التاريخ بأن الجزائريين راضون عن زيارته للجزائر، مؤكدين بأنه لولا حرارة الشمس الشديدة التي كانت تلفح رؤوسهم لاستمروا في وقفتهم لعدة ساعات، من أجل المزيد من الحشد والتنديد بهذه الزيارة ”غير المرغوب فيها من طرف الجزائريين”، متسائلين في نفس الوقت عن الأسباب والدوافع الحقيقية التي جعلت السلطة تقبل بزيارته للجزائر. ونددت كل من حركة ”حمس” وحركة ”النهضة” بالزيارة، وأوردت ”حركة مجتمع السلم” في بيان لها أمس، أنها ”تلقت بأسف شديد خبر زيارة السيسي المسؤول الأول عن الانقلاب على الرئيس المنتخب في مصر الشقيقة”. وجاء في بيان الحركة أنه ”وإذ تستغرب الحركة استقبال جزائر الشهداء لهذه الشخصية وما تمثله من توجه محلي وإقليمي، خاصة وأن الاتحاد الإفريقي وعلى رأسه الجزائر أدان الانقلاب، وأن النظام المصري أصبح شبه معزول دوليا بسبب ممارساته الاستبدادية واللاديمقراطية وآخرها الحكم على الصحفيين بأحكام سجن تصل ل 10 سنوات”. كما اعتبرت حركة عبد الرزاق مقري أن ”هذا الاستقبال وهذه الزيارة لا تشرف الشعب الجزائري وتطرح المزيد من الأسئلة حول مصداقية الدبلوماسية الجزائر إقليميا ودوليا”. وأورد بيان الحركة أنها ”تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب المصري الأصيل حتى عودة الديمقراطية والحريات لمصر التي تعج سجونها بسجناء الرأي والصحفيين والقيادات السياسية”. من جهتها، استنكرت حركة ”النهضة” زيارة السيسي، وأوضحت في بيان موقع من قبل رئيسها محمد ذويبي، أن ”الرأي العام الجزائري تفاجأ بدعوة رأس الانقلاب المصري الذي انقلب على إرادة شعبه ومؤسساته الشرعية، وتسبب في قتل آلاف الأرواح البريئة وهتك الأعراض التي عاشتها البشرية قاطبة بألم شديد”. واعتبرت الحركة أن ”دعوة رئيس الجمهورية لهذا الشخص لزيارة الجزائر، أرض المليون ونصف المليون شهيد، تعتبر بمثابة تحد واستفزاز لمشاعر الشعب الجزائري الذي رفض بفطرته السليمة ما أقدم عليه ممثل النظام العسكري الدموي الانقلابي بالشعب المصري”. كما أورد البيان أن ”هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات تنم على أن هناك أجندة مشبوهة وجب على السلطة أن تصارح بها شعبها قبل أن يسمعها من الخارج”. أنشر على