لا أحب الاستعجال في الأمور، ولا أحب التهجم على أحد، ولا أنوي ذلك، ولكني أستغرب من شخصية بحجم وخبرة البرتغالي جوزيه مورينيو أن يقلل من حجم ومكانة المنتخب الجزائري قبل مباراته مع كوريا، وبعد مباراته مع بلجيكا، «والتي كان هو البادئ بالتقدم فيها»، عندما قال بالحرف: «منتخب الجزائر قادر على إزعاج المنافسين في المونديال، لكن أعتقد أنه لا يملك الخبرة الكافية ولا الموهبة التي تؤهله للمرحلة المقبلة»!. وها هو يتأهل على حساب منتخب روسيا الذي سيستضيف نهائيات كأس العالم المقبلة، وعلى حساب منافس خطير لمورينيو، وربما أستاذه في التدريب، وأقصد الإيطالي فابيو كابيللو الذي حقق مع ريال مدريد نتائج أفضل مما حققها مورينيو، ولديه سجل حافل، ولا ننسى قيادته منتخب إنجلترا قبل روسيا، وأيضاً الميلان واليوفي وروما. المعروف عن مورينيو أن لسانه طويل، وهو سبب أكثر مشكلاته وحروبه مع السير أليكس فيرجسون أيام كان يدرب تشيلسي والسير يدرب المان، وها هو مورينيو يعود للبلوز، ولكن بعد اعتزال السير، ولكن حليمة لم تتخل عن عاداتها القديمة، وأساء مورينيو من حيث يدرب ولا يدري للجزائريين «ولمن يناصرهم»، عندما حرمهم من الموهبة، وجزم بأنهم لن يتأهلوا، والأغرب أنه قال ذاك الكلام وسط مجازر تعرضت لها المنتخبات الكبيرة وأبطال سابقون للعالم وآخرون مرشحون، ومنها منتخب بلاده البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو الذي خرج من الدور الأول، ومنها أيضاً إسبانيا التي سخر مورينيو من مدربها دل بوسكي الذي أحرز كأس العالم وبطولة أوروبا، ووصفه بأبو الشوارب مدرب المنتخب المثير للشفقة، ومنها إيطاليا التي درب فيها هو شخصياً. أعتقد أن تأهل الجزائر كان بمثابة الصفعة لمورينيو ومئات وآلاف المحللين المُستعجلين الذي يطلقون الأحكام جزافاً، وكأن كرة القدم علم حسابي أو هندسي، وكلنا نعرف أنها لعبة لا تعترف لا بالتاريخ ولا بالجغرافيا، ولا بالنتائج ولا بالمنطق. والحقيقة الثابتة أن الجزائر في دور ال16، والبرتغال بلد مورينيو خارج البطولة، وكم أتمنى أن تستمر المغامرة الجزائرية حتى نسمع تعليق مورينيو على فاقدي الموهبة والخبرة حسب تعبيره. أنشر على