حالات إجهاد وسط عناصر الشرطة والدرك جراء الحرارة والمواجهات أصيب العشرات من عناصر وحدات التدخل التابعة للدرك الوطني والشرطة، بحالات إجهاد بلغت حد الإغماء أو الاضطرار للإفطار تحت ضغط الحرارة وشدة المواجهات. ويتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأيام، في غرداية، فتاوى بعضها مجهول والبعض الآخر نزع من سياقه لإباحة الإفطار في يوم رمضان للمشاركين في المصادمات. تعيش المناطق الساخنة في غرداية حالة من الهدوء الحذر مع وقوع مناوشات محدودة بين الحين الآخر، ولم يعد الناس هنا يثقون في الهدوء الذي باتوا يعتبرونه “استراحة محاربين”. وقامت مصالح الأمن باعتقال شخصين باستغلال تسجيلات فيديو التقطت من مروحية مراقبة، في حين بدأت حملة لمراقبة ورشات الحدادة، حيث أكدت التحريات استغلالها في تصنيع آلات وأسلحة بيضاء، منها السيوف والمقاليع، ومصادرة خوذات الدراجات النارية التي استعملت على نطاق واسع في المواجهات. تتناقض صورة الوضعية تماما في غرداية من مكان لآخر، فبينما تعمل بعض وحدات التدخل التابعة للشرطة والدرك في أحياء هادئة نسبيا، وتحصل على بعض الراحة، وفوق هذا تحصل على وجبات إفطار من سكان الأحياء، تعمل وحدات أخرى في أحياء ساخنة تشهد معارك كر وفر بين الملثمين ووحدات التدخل، وتتحفظ مصالح الأمن وقيادة قوات الدرك في غرداية على موضوع إصابة العشرات من عناصر وحدات التدخل بالإجهاد الشديد بسبب اضطرارهم للعمل في ظروف شديدة القسوة هذه الأيام. من جهته، قال أحد الأطباء “منذ تجدد المواجهات استقبلنا أكثر من 18 حالة بين شرطي ودركي أصيبوا بحالات إجهاد شديد بسبب رفضهم الإفطار في يوم رمضان”، ويضيف الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن هويته “نصحت أغلب العناصر بالإفطار والقضاء، لأنهم في مهمة لحماية الأرواح والممتلكات”. ويضطر عناصر الشرطة والدرك العاملين في غرداية لارتداء كامل البذلة الواقية، بما فيها الخوذة المعدنية، وهو ما يضاعف درجة الحرارة التي تصيب أجسادهم، فيضطرون في الكثير من الحالات للوقوف تحت شمس تفق درجة حرارتها ال50. وفي الجانب الثاني، يتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تحرض على العنف، فتاوى تبيح للمشاركين في أعمال العنف الإفطار في النهار على خلفية أنهم يقومون بحراسة ممتلكاتهم والدفاع عن حرمات بيوتهم، بينما تنشر بعض هذه المواقع مقاطع مبتورة من فتاوى تتعلق بالجهاد في سبيل الله، يحمل بعض الملثمين نسخا مطبوعة من هذه المنشورات مجهولة المصدر. ونشر ناشطون في مواقع التحريض فتاوى مجهولة المصدر، وأخرى كاذبة، لإباحة الإفطار في ساعات النهار. ووسط كل هذه الدوامة، يقول بعض الضحايا إن صوت العقل اختفى، وفي السياق ذاته أضر الاستعمال المفرط للغاز المسيّل للدموع من قبل قوات الأمن بالمئات من الأطفال والنساء والشيوخ الذين اضطروا للإفطار لمواجهة مضاعفات حالات اختناق حادة بالغاز.