خرج مئات الليبيين في طرابلس وبنغازي، أمس وأول أمس، للتظاهر ضد الاشتباكات التي نشبت منذ أزيد من أسبوعين بين عدة ميليشيات مسلحة خلفت مقتل 179 شخص وجرح أكثر من 741 آخرين، وتسببت في تدمير مطار طرابلس الدولي وإشعال حرائق مهولة في محطة الكهرباء، ومخاطر بانهيار المنظومة الصحية بعد اختطاف ممرضة فلبينية، وتهديد ممرضين وأطباء أجانب يمثلون نحو 60 في المائة من الطاقم الطبي في ليبيا مغادرة البلاد. وفي هذا الصدد، قال عبد المنعم اليسير، رئيس لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان)، إن “البلاد سوف تدخل في كارثة أكبر من ما يحدث في سوريا إن لم يتكاثف كل الليبيين لإبطال مؤامرة تنظيم القاعدة على ليبيا”. وقال اليسير على موقعه الرسمي، اليوم الجمعة، إنه “على كل الليبيين - بغض النظر عن الانتماءات السياسية والقبلية والجهوية، المدن الثائرة والمدن التي لم تؤيد ثورة 17 فبراير والذين يريدون أن تكون لهم دولة إسلامية والذين يريدون دولة علمانية والذين يريدون دولة فيدرالية، أن ينسوا خلافاتهم لإبطال مؤامرة تنظيم القاعدة”. ودعا الشعب الليبي أن يخرج بأكمله للمطالبة بتسليم السلاح من الجميع للدولة الليبية تحت مراقبة الأممالمتحدة وخروج “كل المقاتلين الإرهابيين الأجانب من ليبيا وفك جميع التشكيلات المسلحة دون استثناء وتأسيس الجيش الوطني الاحتياطي من جميع المدن الليبية بالنسبة السكانية وفقا لميثاق وطني شامل ومصالحة وطنية شاملة”. وتواصلت، أمس، الاشتباكات في محيط مطار طرابلس بين قوة حفظ أمن واستقرار ليبيا التي تضم كتائب من 12 قبيلة من جهة وكتائب الزنتان المسيطرة على المطار. أما في بنغازي، فبسط مجلس شورى ثوار بنغازي سيطرته على مدينة بنغازي، بعد أن تمكن من اقتحام مديرية أمن بنغازي أمس بعد ثلاثة أيام متواصلة من القتال، وقبل ذلك استولى على جميع معسكرات القوات الخاصة وقوات الدفاع الجوي. وأصدر المجلس بيانا دعا فيه أنصار حفتر إلى الاستسلام، مدعيا أن قائد عملية كرامة ليبيا فر من بنغازي وترك جنوده يواجهون مصيرهم، كما دعا أنصاره للخروج إلى الشارع للتعبير عن دعمهم للمجلس. غير أن قائد عملية كرامة ليبيا خليفة حفتر نفى، في تصريح لقناة العربية، سيطرة مجلس شورى ثوار بنغازي على المدينة، معتبرا أن انسحاب قواته من معسكراتها مجرد انسحاب “تكتيكي”، ووعد بالسيطرة على بنغازي. وامتد الانقسام العسكري والشعبي إلى مجلس النواب الجديد الذي لم يتشكل بعد، حيث قرر النواب المؤيدون لعملية “كرامة ليبيا” التوجه إلى طبرق لعقد الجلسة الأولى لمجلس النواب المقررة يوم 4 أوت، بينما رفض النواب الموالون لعملية “فجر ليبيا” عقد الاجتماع في طبرق وتمسكوا بعقده في بنغازي التي أصبحت تحت سيطرة مجلس ثوار المدينة. طبيا ذكرت مصادر ليبية أنه تم إقناع أكثر من 480 ممرض فلبيني بعدولهم عن قرار توقفهم عن العمل الذي اتخذوه جماعيا الأربعاء الفارط على خلفية اختطاف زميلتهم خارج المركز أثناء توجهها للعمل في إحدى مصحات القطاع الخاص، وهو ما سبب أزمة في المنظومة الصحية الليبية التي تعتمد بنسبة 60 في المائة على الأجانب خاصة الفلبينيين.