يلتقي، اليوم، ممثلو الأحزاب والأكاديميون ومنظمات حقوق الإنسان، بسفيري الصين وبريطانيا باعتبارهما عضوين دائمين بمجلس الأمن، للتعبير عن إدانة الجزائريين العدوان الوحشي الإسرائيلي على الفلسطينيين، بعدما التقوا، صباح أمس، بالسفير الروسي وقبله كان لهم لقاء مع سفيري فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. أوضح جيلالي سفيان، رئيس حزب “جيل جديد” وأحد ممثلي الوفد الذي باشر لقاءات مع سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، ل”الخبر” أمس، أن لقاء سيجمعه صباح اليوم (الثلاثاء) مع السفير الصيني، وآخر سيلتقون من خلاله السفير البريطاني، مساء، من أجل التعبير عن تنديد الشعب الجزائري بالعدوان الصهيوني على غزة. ويتشكل الوفد من كل من: جيلالي سفيان رئيس حزب “جيل جديد”، وعبد الرزاق مقري رئيس “حركة مجتمع السلم”، ومحمد ذويبي الأمين العام “لحركة النهضة”، وصالح دبوز رئيس المكتب الوطني للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، ومصطفى بوشاشي “جامعي وحقوقي”، وناصر جابي “أستاذ علم الاجتماع السياسي”، ومحمد أرزقي فراد “مفكر وكاتب في التاريخ”. والتقى الوفد، أمس، السفير الروسي، وقبله سفيري فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، وقال جيلالي سفيان إن مواقف البلدان إزاء الحاصل في غزة من عدوان صهيوني وحشي تختلف حسب ما تم استقاؤه من لقاء سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، لكنه شدد على أن موقف الفرنسيين والأمريكيين واضح بالنسبة للجزائريين. وأفاد بأن “الفرنسيين خلال لقائنا بهم حاولوا إقناعنا بأنه “ليس هناك تغير في السياسة الفرنسية تجاه العرب”، وعبر سفيان عن وجهة نظر الوفد التي كانت “قاسية” مع الفرنسيين، وأكد: “قلنا لهم أنتم تكيلون بمكيالين وتساعدون إسرائيل التي تبحث عن الأمن المطلق والأمن المطلق بالنسبة لنا يؤدي إلى اللاأمن ومستحيل أن نتكلم عن أمن مطلق للإسرائيليين على حساب أمن الآخرين”. وأوضح سفيان: “قلنا للفرنسيين إننا كنا ننتظر منكم الحياد على الأقل وأن لا تساندوا العدوان على غزة”، بينما نقل قول السفير الفرنسي إن سياستهم متوازنة وأنهم يعيرون اعتبارا لشعور الجزائريين إزاء ما يحصل لإخوانهم في غزة، وأنهم سيبلغون وجهة نظر الجزائريين المعبر عنها في اللقاء إلى وزارة الخارجية بباريس. أما بالنسبة للقاء المنتظم مع السفير الأمريكي، فأكد رئيس “جيل جديد” أن الوفد عاتب الأمريكيين إزاء موقفهم من العدوان على غزة، وأفاد: “قلنا لهم إن التاريخ سيكتب أنكم تخلفون عارا كبيرا للأجيال القادمة”، وأضاف المتحدث: “نقلنا لهم استغرابنا لموقف أوباما الذي دعا إلى إطلاق سراح الجندي المختطف من قبل كتائب القسام، بينما لا يحاسب الجندي الإسرائيلي الذي يكتب بمواقع التواصل الاجتماعي أنه “قنص 13 طفلا غزاويا”. وأكد المتحدث: “قلنا للأمريكيين إنه إذا كانت الحكومة الجزائرية غير قادرة على التكلم، وهذا لكونها لم تعد شرعية وهي بدورها تنتظر المساعدة الأمريكية للبقاء، فإن المعارضة يمكنها أن تتكلم بخصوص العدوان الإسرائيلي على غزة”. أما بخصوص اللقاء الذي تم مع السفير الروسي أمس، فأكد سفيان أنه أظهر موقفا روسيا أفضل من الموقفين الفرنسي والأمريكي، لكنه شدد قائلا: “رغم ذلك قلنا لهم إنكم وضعتم الظالم والمظلوم في نفس المستوى، وأننا كنا ننتظر أن تكونوا أكثر جرأة في موقفكم”. وأفاد المتحدث بأن الروس ردوا على الوفد بالقول: “كنا ننتظر العرب أو الجامعة العربية تقرر شيئا”، لكن يؤكد سفيان أنه “للأسف ليست لهم كلمة واحدة”. وكان الوفد أعلن عن بيان عقب لقائه، أول أمس، سفيري فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، أهم ما تضمنه “الرفض والاستغراب الكبيرين من مواقف الدولتين المنحازتين للعدوان الإسرائيلي”، و”التنديد بالانتهاك الشامل لحقوق الإنسان والقانون الدولي تحت غطاء المنظمات الدولية التي تسيطر عليها القوى الكبرى”. ورفض الكيل بمكيالين الذي تنتهجه هاتان الدولتان والذي ظهر جليا في الموقف الداعم لهذا الإجرام”، و”رفض التعليل الذي تتحجج به القوى العظمى بكون العدوان سببه تصرفات المقاومة ضد إسرائيل، حيث أن القانون الدولي ذاته لا يقبل استهداف المدنيين في كل الأحوال ومهما كانت الظروف”.