لا تمر أشهر حتى تفاجئنا مواقع التواصل الاجتماعي ”الفايسبوك” و”تويتر” وغيرها، وحتى بعض المواقع الإلكترونية، بخبر رحيل أحد الأسماء المعروفة، خاصة الفنية منها ذات الصيت الذائع، لتأتي في اليوم الموالي، أو بعدها بساعات مواقع أخرى وتكذّب الخبر، وتنقل التكذيب عن طريق الشخص ذاته، أو أفراد من عائلته، أو محيط عمله. كانت آخر إشاعة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر هي رحيل الفنان الكوميدي حكيم دكار بسبب حادث مرور، ما أدى إلى إصابة أفراد عائلته بهلع كبير. أكيد أن هذه الإشاعة لن تكون الأخيرة، وقد سبقها إشاعة موت الفنانتين فريدة صابونجي وبيونة، وغيرهم من الفنانين الجزائريين. أما في الوطن العربي فالإشاعات هي الخبز اليومي للمواقع الإلكترونية والأفراد على شبكة الأنترنت، من خبر وفاة عادل إمام إلى خبر وفاة منى واصف، وقبلها ثامر حسني وحسن الحسني وشادية والقائمة تطول. ويرى بعض المتتبعين أن وراء هذه الأخبار جهات رئيسية تقصد ما تفعل ومدركة لأبعاده وهي ثلاث: الأولى شركات الإنتاج التي تقوم بالترويج لهذا النوع من الإشاعات ويدخل ذلك ضمن إستراتيجية تسويقية خالصة ”ماركتينغ”، كأن يحضر الفنان لألبوم أو يشارك بدور في فيلم أو مسلسل تنتجه هذه الشركات، فخبر الوفاة يضمن لها الترويج الإعلامي المجاني، لأن مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الصحف ”أونلاين” والمواقع الإلكترونية ستتحدث عن آخر إنجازات الفنان أو المشاريع المستقبلية التي كان يحضّر لها الفنان، سواء إصدار ألبوم جديد أو دور في فيلم أو مسلسل أو تلحين أو برنامج.. أما السبب الثاني والممارس أيضا بقوة، فهو قيام بعض المواقع الإخبارية والصفحات الإشهارية الجديدة باختلاق خبر الوفاة، من أجل التعريف بنفسها وإطلاع المتصفّحين عليها، ولا أفضل من خبر وفاة اسم معروف.. ويبقى السبب الأخير والممارس بنسبة أقل أن يقوم الشخص المعني بنفسه بإطلاق خبر الإشاعة، عندما يعاني هذا الفنان من حالة ”قحط” وبطالة وأصبح غير مطلوب، فتسارع وسائل الإعلام للبحث عن حياته وإنجازاته وكأنه يعطي لنفسه حياة جديدة أو نفسا جديدا.