"غوبال تيليكوم" القابضة ستضل تسيّر الشركة شبه العمومية الجزائرية أضحى متعامل الهاتف النقال ”جيزي” أو ”أوبتيموم تيليكوم الجزائر” رسميا ملكا بالأغلبية للدولة الجزائرية، المالكة لنسبة 51 في المائة، على خلفية إبرام عقد الحيازة بين الصندوق الوطني للاستثمار ومجموعة ”فيمبلكوم” الروسية النرويجية التي تحوز على نسبة 49 في المائة وعلى حق التسيير الذي يظل في عهدة ”غلوبال تيليكوم القابضة” المعروفة سابقا بأوراسكوم تيليكوم القابضة والتي تمتلك فيها فيمبلكوم نسبة 51.9 في المائة من الحصص، فيما تم الاتفاق على وقف كافة الدعاوى القضائية أمام المحكمة الدولية للمنازعات بواشنطن، وبالتالي إيقاف تدابير اللجوء إلى التحكيم الدولي الذي باشرها نجيب ساويريس. شف بيان رسمي صادر عن مجموعة فيمبلكوم، أن ”الرائد في مجال خدمات الاتصالات الذي يمثل 223 مليون زبون في 14 بلدا وفرعه ”غلوبال تيليكوم” القابضة، عن إنهاء عملية البيع من قبل ”غلوبال تيليكوم” القابضة لنسبة 51 في المائة من حصص ”أوبتيموم تيليكوم الجزائر” المعروفة سابقا بأوراسكوم تيليكوم الجزائر أو جازي للصندوق الوطني للاستثمار مقابل ما قيمته 2.6 مليار دولار”، يضاف إليها قيمة الأرباح غير المحولة لأوراسكوم سابقا من 2008 إلى 2013. وأبان البيان عن جانب مهم في الاتفاق المبرم بين الجزائر وفيمبلكوم، ويتعلق بالتوقيع على عقد الشركاء الذي يسيّر المساهمين لأوبتيموم تيليكوم الجزائر، حيث تم الاتفاق على الإبقاء على تسيير ”غلوبال تيليكوم” القابضة المعروفة سابقا بأوراسكوم تيليكوم القابضة التابعة لنجيب ساويريس. هذه الشركة التي يترأسها ”أحمد أبو دومة” وخالد بشارة تمتلك فيمبلكوم فيها بموجب اتفاق مع ساويريس أغلبية الحصص بنسبة 51.9 في المائة، وستبقى الشركة المسير وتمارس المراقبة العملية على أوبتيموم تيليكوم الجزائر، وبالتالي، فإن كل من فيمبلكوم وغلوبال تيليكوم القابضة سيواصلان العمل داخل المتعامل. وأشار جو لاندر المسؤول التنفيذي لمجموعة فيمبلكوم في أعقاب الاتفاق ”لقد دخلنا في علاقة على المدى الطويل مع الصندوق الوطني للاستثمار الجزائري، من خلال إقامة هيئة ذات ملكية عمومية وخاصة ل”جازي”، وبفضل هذا الهيكل، فإن جيزي يمكنها أن تظهر الطريق في الجزائر لتوفر لزبائنها خدمات نقال بمستوى عالي وتجربة أفضل في المجال الرقمي ويساهم الاتفاق الهام في تحرير موارد مالية هامة للخزينة لفائدة غلوبال تيليكوم القابضة وفيمبلكوم لتسديد الديون الصافية. أما ثاني أهم نقطة كشفت عنها فيمبلكوم، فإنه يخص إنهاء كافة حالة المنازعات أمام المحاكم الدولية، وبالتالي، فإن ذلك يعني توقيف الدعاوى القضائية التي قام بها نجيب ساويريس أمام مركز المنازعات المتصل بالاستثمار في واشنطن وباقي الإجراءات التي كان يمكن أن تقام بين الجانبين، حيث أكد بيان فيمبلكوم على إنهاء إجراءات التحكيم الدولي التي قامت به غلوبال تيليكوم القابضة ضد الدولة الجزائرية بتاريخ 12 أفريل 2012 وتسوية كافة الشكاوى المرتبطة بالنزاع، ولم يفصل البيان في آليات التسوية، خاصة وأن نجيب ساويريس طالب لدى إيداع الشكوى بتعويض عن الضرر بقيمة 4 إلى 5 ملايير دولار. بنك الجزائر يرفع كافة إجراءات التقييد على الاستيراد على ”جيزي” في نفس السياق، أشار البيان إلى أن كل القيود التي فرضت في مجال سياسات الصرف والاستيراد والتي اعتمدت من قبل بنك الجزائر منذ 15 أفريل 2010 قد تم رفعها مع تسديد أوراسكوم تيليكوم الجزائر للخزينة العمومية الجزائرية غرامة ب 99 مليار دينارا أو ما يعادل 1.1 مليار دولارا، وقامت الشركة بخصم الدين الناتج عن الضريبة من حصيلتها. تسهيلات بنكية لفائدة أوبتيموم تيليكوم الجزائر على صعيد متصل وبعد عملية الإقفال، استفادت غلوبال تيليكوم القابضة عبر فرعها أوبتيموم تيليكوم الجزائر من تسهيلات بنكية ومصرفية، حيث تحصلت على تركيب مالي من عدد من البنوك الجزائرية والأجنبية من مبلغ 82 مليار دينار جزائري أو ما يعادل 900 مليون دولار. ”سيفيتال” يبقى مساهما في أبتيموم تيليكوم الجزائر وعلى عكس ما تم الإعلان عنه سابقا، فإن اتفاقا تم التوصل إليه ما بين غلوبال تيليكوم القابضة ومجمع سيفيتال ليسعد ربراب، تم من خلاله تعديل الاتفاق الإطار للسماح ببقاء سيفيتال كمساهم بأقلية في الشركة بحصة 3.43 في المائة وتم التنازل عن أي منازعات كانت قائمة، مما يسمح بتسديد معدل بالدينار ب 50 مليون دولار والأرباح المقدرة قبل عملية إقفال الحسابات للمساهمين. ”غلوبال تيليكوم” القابضة تحصل على 3.8 مليار دولارا وكشف البيان أن الناتج الصافي الإجمالي بما في ذلك الأرباح المباشرة التي تتعلق بالسنوات المالية 2008 إلى 2013 ستسدد الى غلوبال تيليكوم القابضة صافية من كل الضرائب وبعد تسوية كافة المسائل العالقة بين الطرفين، فضلا عن تسديد الغرامات وتستخدم الموارد المالية المتحصل عليها لتسديد القروض الخاصة بالمساهمين المقدمة من فيمبلكوم الى غلوبال تيليكوم القابضة. وفور إعلان إبرام الاتفاق، عرفت أسهم فيمبلكوم المقيدة في ”ناسداك” ثاني أهم سوق للأسهم في الولاياتالمتحدة وغلوبال تيليكوم في بورصة القاهرة ارتفاعا محسوسا، إلا أنها عادت الى الانخفاض في فترة وجيرة. ويبقى التساؤل قائما حول المكاسب التي تجنيها الجزائر من صفقة تدفع فيها حوالي 4 ملايير دولار، لتحصل على حصة 51 في المائة، وهي بالتالي ما كانت تطالب به فيمبلكوم للتنازل عن كامل حصص المتعامل، ويأتي ذلك في وقت لم يبقى سوى سنة على مدة رخصة استغلال الجيل الثاني للهاتف النقال الذي يمثل أكبر حصة من نشاط متعامل الهاتف النقال ”جازي” الذي عرف تأخرا في إطلاق الجيل الثالث نتيجة المشاكل التي كانت تواجهه، لاسيما تدابير القيود على التحويل المالي والاستيراد، كما يبقى التساؤل قائما حول المزايا التي تجنيها الحكومة من عملية تبقي التسيير في أيدي المالك الأجنبي، باستثناء محاولة تطمين المستثمرين الأجانب من عدم وجود أية نية لتأميم شركات أجنبية تنشط عن طريق الشراكة أو عن طريق الاستثمار المباشر، وإن كانت عملية التنازل مكلّفة جدا للخزينة العمومية، في وقت يعرف فيه سوق الاتصالات مشاكل حادة والتي تمس حتى المجموعات الدولية بما في ذلك فيمبلكوم.