شدد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، أول أمس بنيويورك، على أنه لا بديل عن انتهاج أسلوب الحوار والمصالحة الوطنية لحل الأزمة الليبية التي وصفها بالخطيرة، داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة الليبيين على تجاوز الأزمة عبر هذا “الحل”. وأوضح مساهل، خلال اجتماع لمجلس الأمن الأممي خصص لبحث الوضع في ليبيا: “لا يسعني إلا أن أؤكد مجددا بأن هذا الحل الذي طالما انتظره الجميع، وأعتقد بأنه لا خلاف حوله، لا يمكن أن يتأتى إلا من الليبيين أنفسهم ومن أجل ليبيا”. وذكر مساهل بموقف الجزائر الداعي إلى الحل السياسي للأزمة، في ظل ظروف أمنية طارئة صارت تهدد مساعي الجزائر، خاصة بعد إعدام تنظيم “داعش” 21 مصريا قبطيا، استدعى تدخلا عسكريا مصريا من خلال الضربات الجوية التي استهدفت التنظيم، بينما تتصاعد دعاوى بعض الأطراف الدولية إلى التدخل العسكري، لمحاربة التنظيم، ما من شأنه أن يخلط أوراق الجزائر في هذا الملف. وإن لم يصرح مساهل بذلك، إلا أن نبرة التحفظ بدت على تصريحه في ضوء تشديده على “الحل السياسي للأزمة” في ليبيا. وقال “إن هذه التطورات تستوقف أكثر من أي وقت مضى ضميرنا وتدفعنا إلى بذل مزيد من الجهود لمساعدة وتشجيع الليبيين على مباشرة الحوار من خلال إعادة بناء وحدتهم وانسجامهم الوطني، وفي نهاية المطاف تكريس توافق وطني حول أهداف مشتركة بمساعدة المجتمع الدولي”. وتدفع الأوضاع الطارئة التي تخندقت فيها ليبيا والجزائر إلى تحمل عناء الدفع بالحوار بين الفرقاء في هذا البلد، وهي تخشى أن تعود قاطرة الحل السياسي إلى نقطة الصفر، موازاة مع تعزيزات عسكرية متواصلة لحماية الحدود، وخفض احتمالات تمدد “داعش” على الحدود، بعد أن صار يصول ويجول في عدد من المدن الليبية، بينما أكد مساهل على أن “الجزائر التي تتحمل مسؤولية تنسيق لجنتها للشؤون الأمنية تضطلع بهذه المسؤولية بإيمان وحزم”. كما قال إن عقد مباحثات “غدامس1” و«غدامس2” وكذا مباحثات جنيف “يدل على وجود في نهاية المطاف إرادة نظنها صادقة لدى هذه الأطراف لإيجاد حل سياسي”. وذكّر مساهل بما أسماه “الصدمة التي أثارها الاغتيال “الجبان” ل21 رعية مصرية على يد جماعة إرهابية”، موضحا أن “الجزائر تدرك مدى أهمية التضامن والتعاون الدوليين في مثل هذه الظروف، كونها عاشت وتصدت لويلات الإرهاب، بما فيها العمليات التي انطلقت من التراب الليبي، كما هو الأمر بالنسبة للاعتداء الذي استهدف المركب الغازي بتيڤنتورين، والذي تمكنت قوات الأمن الجزائرية من إفشاله بتحرير أكثر من 800 رهينة وحماية المنشآت”.