يتهدد مواطني بعض المناطق بولاية تيزي وزو خطر انهيار الصخور وانجراف التربة منذ عقود، ومع ذلك فإن السلطات العمومية لم تقدّر أن ترحيلهم أمر ضروري قبل حدوث الكارثة. يترقب مواطنو قرية إبداسن ببلدية آيت شافع، في حيرة وقلق دائمين منذ عقود، خطر سقوط صخور على منازلهم بسبب ظاهرة انزلاق التربة تشهدها قريتهم المصنفة منذ سنة 1994 كقرية منكوبة، حيث قررت السلطات الولائية العام 2008 بناء 60 مسكنا للمعنيين بالمكان المسمى ثازاغارث، انتهت أشغالها منذ سنوات إلا أنها لم توزع، وهو ما جعل المستفيدين المفترضين متخوفين من أن تحول لفائدة أشخاص آخرين. وتشكّل ظاهرة انزلاق التربة بقرية إبداسن ببلدية آيت شافع هاجسا حقيقيا للمواطنين بالنظر للخطر المحدق بهم والمتمثل في صخور ضخمة متواجدة بالجهة الجنوبية للقرية، يمكن أن تسقط على رؤوس السكان بين لحظة وأخرى، كما حدث ذلك سنة 1968، إلا أنها لم تخلف آنذاك أضرارا بشرية، حسب السكان. ورغم تنقل لجنة متكونة من مختلف مصالح ولاية تيزي وزو أياما بعد وقوع الحادثة لمعاينة الأضرار الناتجة عن هذه الظاهرة الطبيعية، وإعلان القرية منكوبة مع اقتراح ترحيل القاطنين بها لتفادي وقوع ما لا تحمد عقباه في حال سقوط الصخور على منازل المواطنين، مع بناء سكنات للمتضررين. ورغم أنه في العام 2008 قرر والي تيزي وزو آنذاك بناء 60 مسكنا للمتضررين وتم الشروع في ذلك، إلا أن هذه السكنات لم توزع بعد لأسباب مجهولة. أما مواطنو قرية آيت عيسى أويحي، فإن هاجس الموت الجماعي يخيم عليهم كلما حل فصل الشتاء، بعد حدوث انزلاق للتربة في هذه القرية يعد الأخطر من نوعه في الولاية، حيث انشقت الأرض في الجبل المتاخم لها مسببة اقتلاع أشجار تعود لعشرات السنين وتدمير شبكة الماء الشروب، كما انهارت مبان وتسبب الوضع في فرار عشرات المواطنين من بيوتهم. ومنذ ذلك التاريخ، ظل السكان الذين لا مفر لهم يتعذبون نفسيا عند حلول كل شتاء، ويوجهون نداء استغاثة للسلطات العمومية لإنقاذهم قبل حدوث الكارثة. وفي قرية آيت أوشان ببلدية أغريب، فإن آثار تساقط صخرة على مسجد القرية لاتزال بادية، حيث تضرر المسجد بشكل جزئي، ونجا عدد من العائلات بأعجوبة من موت محقق. ورغم ترحيل بعض العائلات، إلا أن الخطر لايزال قائما، سواء على المسجد أو على المارين عبر الطريق المحاذي له.