أنهى وفد أمني رفيع المستوى، أوفده قائد ناحية العسكرية الثالثة ببشار، إضرابا مفاجئا باشره عمال مطار الشهيد لطفي بودغن ببشار، ليليه وصول وفد آخر حل على جناح السرعة ضم مسؤولي الإقلاع وعمالا من مطار العاصمة تكفل بتسيير رحلات مطار بشار مؤقتا، وهو ما جنّب الجزائر ”إحراجا سياسيا كبيرا” بسبب تزامن الإضراب مع قرب وصول طائرتين تضمان وفدا سعوديا هاما يضم شخصيات كبيرة وأمراء من العائلة الحاكمة السعودية، في مقدمتهم ولي العهد السعودي محمد بن نايف. وعلمت ”الخبر” أن اتصالات قيادة الناحية بلغت جهات مركزية بالعاصمة، وطالبتها بإرسال موظفين من الخطوط الجوية الجزائرية بالعاصمة لإنقاذ الجزائر من إحراج كبير مع ”أصدقاء رئيس الجمهورية”، ومن بينهم ابن الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي الحالي، هذا فيما استنفرت الحادثة الأمين الولائي للاتحاد العام للwعمال للجزائريين، السيد عمروني الجيلالي، الذي قال إن الإضراب تقف وراءه جهات ”غير شرعية” تحاول ضرب الاستقرار بولاية بشار، مشيدا بالجهود التي بذلتها كل الجهات لإنهاء هذا ”الإضراب غير المشروع”، وفي مقدمتها الفيدرالية الوطنية لعمال النقل، النقابة الوطنية لعمال الخطوط الجوية الجزائرية، والمديرية العامة للخطوط الجوية الجزائرية، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجناح المشروع المنضوي تحت أمانته الولائية لم يكن له أي علاقة بالإضراب. وكشفت مصادر ”الخبر” أن العمال المضربين أصيبوا ب«الدهشة والصدمة” من خرجتين غير متوقعتين، الأولى بعد أن فوجئوا بأن وفدا أمنيا هاما ضم ضباطا سامين من الاستخبارات العسكرية أوفده قائد الناحية العسكرية الثالثة، اللواء سعيد شنقريحة، للتفاوض مع العمال لإقناعهم بالعدول عن الإضراب، أما الصدمة الثانية فحينما فوجئوا أن المديرية العامة أرسلت على جناح السرعة عمالا مؤقتين، بينهم مسؤولا الإقلاع ومجموعة موظفين قدموا من العاصمة وأنهوا أزمة مطار بشار، سواء برحلاته الداخلية وباستقبال الوفدين السعوديين القادمين من العاصمة البريطانية لندن، عندها اقتنع العمال المضربون، الذين سرعان ما عدلوا عن إضرابهم، أن أوامر قيادة الناحية العسكرية، ومن قبلها رئاسة الجمهورية، توزعت أفقيا وعموديا لعدم تحسيس ”أصدقاء الرئيس” بأي أمر غريب وهم في طريقهم لقضاء فترة صيد وترفيه بصحراء بشار. واعتبر السيد عمروني الجيلالي أنه بصدد إعداد تقرير مفصل عن هذا الإضراب الذي قال إنه كان مقصود التوقيت من جهات قال إنها تسعى لضرب الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مضيفا أن التقرير ستسلم منه نسخة إلى كل من الأمانة العامة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، الفيدرالية الوطنية لعمال النقل، النقابة الوطنية لعمال الخطوط الجوية الجزائرية، السلطات المحلية الأمنية منها والمدنية. وقال إنه سيحدد في تقريره أسباب هذا الإضراب الذي جاء نتيجة توقيف مسؤول الإقلاع بمطار بشار، وهو ما اعتبره ”قرارا مشروعا” اتخذته المديرية العامة للخطوط الجوية، معتبرا أن المسؤولية كاملة تتحملها الجهات التي تحاول أن تقدم رعاية رسمية ونقابية للعمال المضربين، مشيرا إلى أن مفاجآت سارّة سيعمل الاتحاد الولائي لتحقيقها لعمال مطار بشار.