كشف تقرير للجمعية الوطنية الفرنسية عن تراجع في عدد الحراڤة الجزائريين نحو أوروبا، في السنوات الأخيرة، سواء عبر الحدود البرية أو البحرية، مقارنة بسنة 2010 التي بلغت فيها الذروة. وفاق العدد الإجمالي للمهاجرين السريين 23 ألفا بين سنتي 2009 و2013. وتم رصد الحراڤة الجزائريين على كافة الحدود، سواء البرية منها في نقاط العبور الشرقية والغربية، أو الحدود البحرية. وبحسب الجنسيات المعلنة، يأتي الجزائريون في المرتبة الثالثة في عبور الحدود البرية بعد الأفغان والسوريين. ويأتي هذا التراجع في ظل تشديد الإجراءات في الدول الأوروبية حول عبور الأشخاص ودعوات مراجعة اتفاقيات شنغن، بالإضافة إلى تخفيف الإجراءات حول منح التأشيرات بالطرق القانونية إلى الدول الأوروبية. وتعول أوروبا كثيرا على السلطات الجزائرية في وضع حد للهجرة السرية، رغم عدم التوصل إلى اتفاق إلى الآن بين الجزائر والاتحاد الأوروبي حول اتفاقية حسن الجوار. وكان فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، قد قدر التراجع المسجل في عدد “الحراڤة” الجزائريين بنحو 30 إلى 35 بالمائة سنة 2014، مقارنة بالسنة التي سبقتها، مرجعا ذلك أيضا إلى تحسن الوضع المعيشي في الجزائر وتفاقم الأزمة الأوروبية التي لم تعد تجعل من بلدان الضفة الشمالية حلما للشباب الجزائري. لكن نور الدين بن يسعد، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، نفى فرضية تقلص عدد المهاجرين غير الشرعيين بسبب تحسن الأوضاع المعيشية في الجزائر، وقال إن “الشباب الجزائري لو تفتح أمامه الحدود سيتدفق بكثافة نحو دول أوروبا وغيرها، هربا من الواقع الذي يعيشه”، مستدلا ب«الطوابير الكثيفة التي تشهدها مراكز منح التأشيرة في الجزائر”. وأبرز التقرير الذي أعدته لجنة الشؤون الأوروبية بالبرلمان الفرنسي، أن عدد الجزائريين الذين عبروا الحدود البرية الأوروبية الشرقية، أي بين اليونان وبلغاريا وقبرص، بلغ 12 ألف شخص، بين سنتي 2009 و2013. وسجلت سنة 2010 أكبر عدد من المهاجرين السريين ب6335 شخص، لكن هذا العدد تراجع إلى 493 شخص سنة 2013. وبلغت أعداد المهاجرين سنتي 2011 و2012 ما يعادل ثلاثة آلاف و2316 مهاجر على التوالي. وأوضح التقرير أن عدد الجزائريين الذين عبروا الحدود البرية الأوروبية الغربية، بلغ 3525 شخص بين سنتي 2009 و2013. وسجلت سنة 2012 أكبر عدد من المهاجرين السريين ب 967 شخص، ثم تراجع إلى 900 شخص سنة 2013. وبلغت أعداد المهاجرين سنتي 2010 و2011، 459 و735 مهاجر على التوالي. وعبر الحدود البحرية، بلغ عدد المهاجرين السريين، بالضبط، 7053 مهاجر. وانتقل عدد الحراڤة، وفق التقرير الذي اعتمد على وكالة فرونتاكس للاجئين، من 3190 مهاجر سنة 2009 إلى 1242 في 2010، ثم انخفض إلى 1037 مهاجر في 2011، و1048 في 2012، لينزل إلى 536 مهاجر سري سنة 2013، بانخفاض قدره 49 بالمائة بين سنتي 2012 و2013.