تعرف الجبال الممتدة بين ولايات الطارف وڤالمة وسوق أهراس انتشارا أمنيا مكثفا حيث ضاعفت ذات المصالح من نقاط المراقبة والتفتيش. تتحدث مصادر أمنية بأن “مثلث” نشاط الجماعات الإرهابية بالجبال الغابية المشتركة، الممتدة على أقاليم ولايات الطارف، ڤالمة وسوق أهراس، والتي عرفت نشاطا إرهابيا لافتا خلال التسعينيات، يشهد حاليا توزيعا أمنيا مشددا من حيث انتشار عمليات التمشيط العسكرية ونقاط المراقبة في شبكات الطرق بمختلف أصنافها، بالاشتراك مع وحدات الدرك الوطني والشرطة القضائية المتنقلة وأفراد الحرس البلدي. موازاة مع ذلك، أفادت مصادر محلية ببلدية عين العسل الحدودية، 8 كلم شرقي عاصمة ولاية الطارف، بأن مصالح الدرك الوطني أوقفت، أول أمس، بالساحة التجارية للسوق الأسبوعي بهذه البلدية، شخصين مجهولي الهوية كانا يشتريان مجموعة كبيرة من ألبسة الرجال، وأثارا شبهة المواطنين. وقالت مصادر ل”الخبر” إن الشخصين دخلا السوق الأسبوعي قادمين من الضواحي الغابية الحدودية مشيا على الأقدام، ويرجح أنهما من جماعة إرهابية يعتقد أنها تسللت قبل أسبوعين من تونس، وتختبئ بأدغال الغابات الحدودية المحاصرة بالتعزيزات الأمنية، وقبل 4 أيام كانت مصالح شرطة الحدود بمطار “رابح بيطاط” بعنابة قد أوقفت شخصا ينحدر من بلدية البسباس في الطارف، وبعد التحقيق معه تبين أنه كان يعتزم الانضمام للجماعات الجهادية بسوريا عن طريق تركيا التي يحمل تأشيرة من مصالحها المختصة. وموازاة مع ذلك، قالت مصادر أمنية من ولاية البويرة، أمس، إن وحدات الجيش تشن، منذ أول أمس، حملة أمنية، إثر معلومات تفيد بتحركات لعناصر إرهابية تحضر لهجمات محتملة، كما شددت ذات المصالح الرقابة على العمال الأجانب العاملين بورشات مختلفة، قصد حمايتهم من الإرهابيين، بغرض منع تكرار سيناريو الرعية الفرنسي هيرفي غوردال الذي أعدمه تنظيم “جند الخلافة” بعد اختطافه، في سبتمبر الماضي.